الأحد، 3 نوفمبر 2013

كيري في القاهرة: الشعب المصري أظهر للعالم مدى قوته

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتر صحفي بالقاهرة إن الشعب المصري أظهر للعالم كله مدى قوته، ونحن ندعم شعب مصر وطموحاته من أجل التقدم، وندعو إلى وقف كل أشكال العنف والإرهاب الذي لا يجب أن يمر دون محاسبة أوعقاب.
وأضاف كيري إن وضغ الدستور الجديد الدستور سيمهد لنمو الاقتصاد والاستثمار، وأن بلاده تدعم الحكومة المؤقتة وخطة الطريق إلى إقامة حكومة ديمقراطية منتخبة تدعم دور مصر السياسي والثقافي في المنطقة، وتساند الشعب المصريمن أجل تأمين حدوده واستقراره. وتطرق وزير الخارجية إلى قضية تعليق المساعدات الأمريكية فوصفها بأنها مسألة إجرائية تتعلق بقوانين الولايات المتحدة ولا تعكس سياسة استراتيجية، وأضاف أن المساعدات مستمرة في مجالات أخرى.

وضرح كيري بأن الولايات المتحدة ممثلة في الرئيس أوباما تقبل الدعوة لحوار استراتيجي التي وجهها إليه الرئيس منصور، وأن بلاده تؤمن بأن قيادة مصر للمنطقة أطول من وجود الولايات المتحدة نفسها، ونريد أن نرى مصر مثالا لتحقيق النمو والديمقراطية التي يستحقها الشعب المصري، ولتأثير ذلك على كامل المنطقة وتداعياته في العالم بأسره.

جاءت تلك التصريحات خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اليوم بالقاهرة. وقال فهمي في المؤتمر إن الشعب المصري الذي قام بثورتين في عامين يطمح إلى تحقيق نظام مدني ديمقراطي وأن الجيش المصري استجاب لإرادة الشعب ويؤيد إقامة نظام حكم مدني منتخب يحترم الديمقراطية. وأضاف أن حديث وزير الخارجية الأمريكي يشير إلى النية في استئناف العمل المشترك عكسها قبول الحوار الاستراتيجي مع مصر.
وردا على سؤال حول الانطباع السائد بأن الموقف الأمريكي كان سلبيا تجاه مصر، خاصة بقطع المساعدات، قال كيري "ندرك أن قرار تعليق المساعدات كان سلبيا لكنه ليس عقابا بقدر ما هو تطبيق سياسات أمريكية تجاه تغيير الحكم في مصر، والمساعدة مرتبطة بمدى تحقيق الديمقراطية كما يرسمها الدستور الجديد ونجاح خارطة الطريق نحو الانتخابات، وهذا من شأنه تدعيم العلاقة بين البلدين وأمريكا مستعدة لتقديم العون في ذلك.

وردا على سؤال عن حديث سابق له أثناء زيارته لباكستان قال فيه أن الجنرالات يستعيدون الديمقراطية في مصر قال كيري "لقد اعتمدت على ما قاله الجنرالات عن النية لتحقيق الديمقراطية والانتهاء من الدستور لضمان ذلك، وتحديد مواعيد للانتخابات، وهذه مؤشرات تدل على صدق نيتهم، ومستقبل مصر أيضا يتحدد بالخيارات الاقتصادية التي ستنشأ بتحسن المناخ السياسي
وحول عملية السلام مع إسرائيل قال كيري إن العملية مستمرة ونحن ضد استمرار المستوطنات التي تتسبب في فقدان الثقة وسندعم المبادرة العربية وعن سوريا قال إن الاختلافات في السياسة هي تكتيكات لا تؤثر في السياسة العامة والاستراتيحية، ونحن نؤيد المفاوضات لإحلال السلام في سوريا ولكن ذلك لن يمكن مع بقاء الأسد في السلطة. وأضاف "نحن ندعم الاحتياجات الدفاعية للدول العربية خاصة أمام الخطر الإيراني".

وتعكس تصريحات كيري نقلة نوعية يمكن أن تنهي التوتر في العلاقات بين مصر وأمريكا، ورغبة أمريكية في تحسين تلك العلاقات خاصة بقبولها الدخول في حوار استراتيجي مع مصر. كما تعكس اتجاها أمريكيا لدعم ثورة 30 يونيو التي عبرت عن إرادة شعبية في التغيير للأفضل، الحرص على أهمية علاقتها بالشعب المصري الذي أصبح قراره في يده، دون الانحياز لأي طرف سياسي. كما يأتي هذا الموقف في ظل ثبات القاهرة أمام الضغوط الأمريكية، وخشية أن تفقد الولايات المتحدة صديقا قويا في الشرق الأوسط يمكنه أن يؤثر في مسارات المنطقة كلها وفي استقرار المصالح الأمريكية