غادر السكان المسيحيون مدينة الموصل العراقية، قبيل انتهاء المهلة التي حددها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وتم إعلانها في بعض مساجد المدينة الجمعة 18/7/2014 عبر مكبرات الصوت.
وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو: "لأول مرة في تاريخ العراق تفرغ الموصل من المسيحيين، العائلات المسيحية تنزح باتجاه مدينة دهوك وأربيل. وتقع دهوك على بعد 60 كم شمال الموصل، بينما تقع أربيل عاصمة كردستان العراق في وسط الإقليم الكردي. وأوضح ساكو أن مغادرة المسيحيين لثاني أكبر مدن العراق، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها. وذكر أن البيان دعا المسيحيين في المدينة صراحة إلى اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم من دون أية أمتعة، كما أفتى بأن منازلهم تعود ملكيتها منذ الآن فصاعداً إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأطلقت دعوات في بعض المساجد إلى المسيحيين لمغادرة للمدينة عبر مكبرات الصوت، مذكرة ببيان "الدولة الإسلامية"، مهددة بتصفية من يمتنع عن الخروج. وتضم الموصل، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق، نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1800 عام.
وغادر نحو 25 ألف شخص المدينة تحت التهديد تاركين خلفهم وراءهم كنائس ومنازل ومحلات وحياة في المدينة التي ولدوا وعاشوا بها، وتعرضت منازلهم ومحلاتهم وسياراتهم للسلب والنهب. ودفعوا إلى مغادرة المدينة سيرا على الأقدام، وسحب المسلحون الجوازات والبطاقات الشخصية لكل من يخرج من مدينة الموصل باتجاه إقليم كردستان، وفق شهود عيان.
وكان بيان صادر عن "ولاية نينوى" حمل توقيع "الدولة الإسلامية" وتاريخ الأسبوع الماضي قد انتشر على مواقع على الإنترنت، وجاء فيه أن هذا التنظيم أراد لقاء قادة المسيحيين حتى يخيرهم بين "الإسلام" أو "عهد الذمة" أي دفع الجزية، مهددا بأنه "إن أبوا ذلك فليس لهم إلا السيف". وبما أن هؤلاء رفضوا لقاء قادة التنظيم، فإن "أمير المؤمنين الخليفة ابراهيم"، زعيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، "سمح" للمسيحيين بالمغادرة "بأنفسهم فقط من حدود دولة الخلافة لموعد آخره يوم السبت الموافق 21 رمضان الساعة الثانية عشرة ظهرا". وسبق أن شهدت القرى القريبة من الموصل حالات نزوح كبيرة لسكان مسيحيين خوفا من دخول المسلحين المتطرفين إليها، كما تعرضت الكنائس في العراق إلى هجمات متكررة منذ عام 2003 دفعت مئات الألوف من المسيحيين العراقيين للهجرة إلى خارج البلاد