الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

الإدارة الأمريكية أكبر مغفل في التاريخ

تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ مشروع يهدف إلى تقسيم الشرق الأوسط منذ حوالي عشر سنوات، وهو ما وصف بأنه "تقسيم المقسم"، وهو مشروع رايس - بوش الذي أشارت إليه وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس" حين قالت إنه قد حان الوقت لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد.
خطة توطين إخوان حماس في سيناء وتعديل حدود مصر
بدأ المخطط بتقسيم العراق ثم السودان ثم جرت محاولات لتقسيم سوريا وليبيا، ثم جاء دور مصر بوصول جماعة الإخوان للحكم. جهز الإخوان للأمر في دستور 2012 الذي وضع بليل، رغم المعارضة الشعبية، ووضعوا بالدستور قنبلة موقوتة في مادة تنص على أنه "لا يجوز تعديل الحدود إلا بقانون". وهي مادة مستحدثة لم ترد في أي دستور مصري سابق. ومعناها واضح "يجوز تعديل الحدود بقانون"، سواء أصدر القانون مجلس الشعب أو رئيس الجمهورية فقد تم إدخال هذه المادة بعد بضعة أشهر من استلام الإخوان السلطة. 

ولضمان تمرير الدستور، مع الإبقاء على المظهر الديمقراطي، أرسل الإخوان أفرادهم إلى لجان الاستفتاء في طوابير وهمية طويلة، مكثت أمام اللجان طوال النهار لتصرف الناس في هدوء عن الإدلاء بأصواتها بينما يتحكم أعضاء الإخوان داخلها في كل شيء، بدءا من التحقق من شخصية المصوتين إلى فرز الأصوات. 
وبعد تمرير الدستور تأكدت خيوط المؤامرة علي مصر أثناء حكم الإخوان وتبين أنهم قد أبرموا اتفاقا علي بيع أجزاء من أرض مصر في سيناء وحلايب وشلاتين، وعلى الحدود مع ليبيا. ثم قسمة ما تبقى قسمة إلى الدلتا والصعيد. كان المقابل دعم الإخوان في سبيل الوصول للسلطة ودعم حكمهم، بالإضافة إلى ثمن نقدي بمليارات الدولارات أنفقها الإخوان على شراء الأصوات والدعاية الانتخابية وأعمال البلطجة وقطع الطرق وشراء الأسلحة لتجهيز الميليشيات.

لكن مصر كانت على مر التاريخ الصخرة التي تحطمت عليها موجات الغزو من الشرق والغرب. هي التي أوقفت مد التتار، والصليبيين، وبدأت منها شرارة حركات التحرر من الاستعمار في العالم كله في العصر الحديث. تلك هي حقائق من التاريخ وليست من خيال المصريين، وإن كانت قد رسمت أصلا في خيالهم. وإذا كان بعض الناس هنا أو هناك لا يقرأون التاريخ ولا يتعظون من دروسه فعليهم تحمل جهلهم. وها هي الموجة الأمريكية تتحطم على الصخرة المصرية كسابقاتها، وخسرت الإدارة الأمريكية رهانا كبيرا ظنته مضمونا، وذهبت أحلامها أدراج الرباح بثورة الشعب المصري في 30 يونيو التي أسقطت حكم الإخوان.

وعندما سقط الإخوان فر قياداتهم هاربين ومتخفين في ثياب النساء، وتنكر بعضهم عند القبض عليهم للجماعة التي طالما وصفوها بأنها أفضل من في الأرض. سقط الإخوان وسقط معهم ادعاؤهم الزائف بأنهم جماعة دينية في الأساس تعمل بدين الله وشرعه. ورأى الشعب المصري الأمريكان يصرخون ويلطمون لسقوط الإخوان، خوفا على ضياع المشروع الكبير عندما تكتسح الموجة المصرية العكسية كل أمواج المنطقة، وحسرة على المليارات الأمريكية التي ذهبت هباء، وبذلك استحقت الإدارة الأمريكية لقب "أكبر مغفل في التاريخ".