الأحد، 16 فبراير 2014

ليبيا تتحول إلى ساحة للصراع وتواجه خطر التقسيم

اشتعل الصراع بين قوى متعددة في ليبيا ليشمل جميع المدن والمحافظات والقبائل، وانتشرت حركات في كل مكان تنبئ بأن الصراع المسلح قد يأتي على ما تبقى من الدولة الليبية، التي تفتتت بعد ثورة ليبيا قبل ثلاث سنوات. 
وفي ظل فشل الدولة الليبية في السيطرة علي البلاد وإقرار دستور جديد يضمن حقوق جميع الفئات، وتأسيس مؤسسات قوية تمثل الجميع في كيان واحد، ورغم اختلاف التيارات المتصارعة فكريا وتنظيميا يبدو صراع القوى في مجمله طمعا في الثروة والسلطة، حيث همشت المجموعات المسلحة فكرة التوحد في دولة واحدة وقدمت مصالحها على أية أولويات أخرى.
في الشرق استولت مجموعة مسلحة علي النفط الليبي الذي يتم نهبه بانتظام بعمليات تديرها عصابات تضم عناصر من الليبيين والأجانب. واستولت المليشيات المسلحة علي المنطقة، وخلت منطقة درنة من الشرطة والجيش الليبي، وترفع المنطقة الشرقية علم ليبيا بعد الثورة.
وفي الجنوب ترى القبائل في جنوب ليبيا أن الثورة الليبية فشلت وتطالب بعودة نظام القذافي، ويرفع جنوب ليبيا علم القذافي الأخضر. ويبدو الجنوب الليبي منفصلا عن الحكومة الليبية حيث تكونت ميلشيات من القبائل التي حملت السلاح تحاول تحقيق مكاسب أو مناصب.
ويشكل التيار الديني خطورة خاصة حيث ضم عناصر منتمية لتنظيم القاعدة، وتربطه صلات وثيقة بجماعة الإخوان في مصر، وهناك قوي كانت خارج البلاد في عهد القذافي عادت إلي ليبيا بأجندات خارجية، ورغم حملهم جنسيات مختلفة يطالبون بالاشتراك في الحكم.

وفي الغرب أعلن اللواء الأخضر قائد ميلشيات منطقة الزنتان رفضه مد عمل المجلس الوطني لأنه لم يحقق الغرض الذي تكون من أجله، ويرى أن المؤتمر يعمل لتحقيق مكاسب سياسية والاستيلاء على الحكم، وبذلك يعيد النظام الديكتاتوري الذي قامت ضده الثورة الليبية. وطالب بوضع خارطة طريق لتحقيق الديمقراطية ووضع دستور دائم للبلاد وانتخاب رئيس للدولة وتعيين حكومة دائمة وتشكيل البرلمان الليبي في نظام ديمقراطي مستقر.

وأعلن اللواء خليفة حفتر وقف العمل بالدستور وتعطيل عمل المؤتمر العام والحكومة والحالية والاستيلاء علي بعض المناطق الحكومية وإعلان خريطة طريق وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ثم الانتخابات البرلمانية حتي يتم مؤسسات الدولة. لكن مشكلة حفتر لا تختلف كثيرا من الناحية الميدانية عن غيره من القوى في ليبيا، التي تفتقر جميعها إلى القدرة على السيطرة علي الموقف على الأرض دون جيش قوي أو تأييد شعبي كاف. 

ومع اقتراب الذكري الثالثة للثورة في 17 فبراير حيث هناك مخاوف من أن تشهد ليبيا أحداثاً دامية قد تستمر لما بعد ذلك التاريخ. وقبل أسابيع سادت البلاد موجة من الاغتيالات وحوادث الاختطاف طالت رئيس الوزراء نفسه. وقال رئيس الوزراء على زيدان قبل أيام إنه أصدر أوامر للجيش للسيطرة على مرافئ النفط قبل 3 أسابيع لم ينفذها أحد، إلا أن قيادات الجيش نفت تلقيها أية أوامر بذلك، كما أنها لم تتحرك حتى بعد تصريحات رئيس الوزراء. وهناك مئات الليبيين الذين فروا بعائلاتهم إلى مصر خوفا من الصراع المسلح