بي بي سي/ سي إن إن/ وافقت الحكومة السورية على مبادرة روسية تقضي بوضع السلاح الكيماوي السوري تحت رقابة دولية، مقابل تفادي عمل عسكري ضدها.
جاءت الموافقة على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو بعد دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سوريا لتسليم ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية للمجتمع الدولي كشرط لوقف العمل العسكري ضدها. وقال المعلم "ترحب القيادة السورية بالمبادرة الروسية انطلاقا من حرصها على أرواح مواطنيها وأمن بلادها ومن ثقتنا في حرص القيادة الروسية على منع العدوان على بلادنا". كما أعلنت إيران، حليف سوريا، ترحيبها بالمبادرة الروسية حسب وكالة الأنباء الرسمية.
وعقب تقديم الاقتراح الروسي تم إرجاء التصويت الأولي في مجلس الشيوخ الأمريكي حول توجيه ضربات عسكرية الى سوريا. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه قد يعلق توجيه ضربة عسكرية الى سوريا في حال موافقة دمشق على وضع ترسانتها الكيمياوية تحت إشراف دولي. وقال أوباما لشبكة "إيه بي سي" أريد ضمان الامتثال لمبدأ تحريم استخدام الأسلحة الكيمياوية، وإذا تمكننا من تحقيق ذلك دون اللجوء للخيار العسكري فهذا سيكون اختياري بالتأكيد."
وتتهم الولايات المتحدة دمشق بارتكاب جرائم حرب بما فيها استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين، وهي تهمة تنفيها سوريا. وأعلن الرئيس الامريكي عن عزمه توجيه ضربة عسكرية محدودة لسوريا لمعاقبتها على استخدامها للسلاح الكيمياوي. ويذكر ان نسبة التأييد للخيار العسكري في الكونجرس ما زالت متدنية نسبيا، كما أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأمريكيين ما زالت تتشكك في جدوى الضربة العسكرية، حسب استطلاع أجرته وكالة أسوشييتيد برس.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عندما سئل عما ينبغي للرئيس السوري بشار الأسد فعله لتجنب ضربة أمريكية، قال إن عليه تسليم كامل ترسانته الكيمياوية في غضون الأسبوع المقبل، لكن كيري شكك في إمكانية قبول الأسد لهذا المطلب قائلا "ولكنه لن يفعل ذلك، ولا يمكن فعل هذا"
وينفي الرئيس السوري بشار الأسد استخدام الأسلحة الكيماوية، وتتهم الحكومة السورية المعارضة المسلحة باستخدامها. وبينما لم تظهر بعد نتائج تحقيق مفتشي الأسلحة الدوليين، تعارض روسيا خطط أمريكا لاتخاذ عمل عسكري ضد سوريا. وتقول إنها غير مقتنعة بمسئولية الحكومة السورية عنه حيث لا تتوافر أدلة كافية. ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن وسائل إعلام ألمانية قولها إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يأمر بتنفيذ هجوم بالأسلحة الكيماوية الشهر الماضي، ومنع صدور أي قرارات من قادة الجيش لاستخدام أسلحة كيماوية، بناء على معلومات للاستخبارات الألمانية باعتراض مكالمات هاتفية.
وسيبدو مع هذا التطور الجديد أن التهديد الأمريكي باستخدام القوة ضد سوريا قد أثمر بهذا التنازل السوري، لكن المستفيد الأول هو العدو القديم إسرائيل. ورغم أن الموقف السوري قد حلحل الأزمة حذر خبراء أمريكيون من صعوبة تسليم الأسلحة الكيماوية وسط فوضى الحرب الأهلية وأن تدميرها قد يستغرق سنوات.
وسيبدو مع هذا التطور الجديد أن التهديد الأمريكي باستخدام القوة ضد سوريا قد أثمر بهذا التنازل السوري، لكن المستفيد الأول هو العدو القديم إسرائيل. ورغم أن الموقف السوري قد حلحل الأزمة حذر خبراء أمريكيون من صعوبة تسليم الأسلحة الكيماوية وسط فوضى الحرب الأهلية وأن تدميرها قد يستغرق سنوات.