رويترز/ أدى اكتشاف شركة "فونتيرا" النيوزيلندية أكبر مصدر لمنتجات الألبان في العالم لبكتيريا قد تسبب تسمما غذائيا قاتلا في مكونات باعتها لثماني دول إلى كشف ضعف نيوزيلندا في مجال سلامة الأغذية وهشاشة الصورة النظيفة والخضراء التي يقوم عليها اقتصادها الذي يعتمد على الزراعة والسياحة.
وتلقى الصادرات الزراعية كمنتجات الألبان واللحوم والفاكهة رواجا دوليا بفضل سمعة نيوزيلندا كبلد منتج للأغذية الآمنة والطبيعية العالية الجودة. لكن "جيل برينسدون" خبير العلامات التجارية في وكالة "راديشن" للعلامة التجارية في أوكلاند اعترف قائلا "ان آجلا أو عاجلا كان سرنا الصغير القذر سينكشف." وأضاف: "فونتيرا أكبر مصدر لدينا وتتداخل صورتها مع صورة نيوزيلندا وهي أكبر مساهم في علامة "نقي 100%" التجارية، ولقد أثبتنا أننا لسنا كذلك."
وعادة ما تسوق البلاد نفسها دوليا بشعار "نقي 100%" في الإعلانات وتجتذب ملايين الزوار كل عام لزيارة المتنزهات الوطنية والشواطئ والبحيرات لكن هذا التسويق للبلاد يغفل جانبا مظلما لمؤهلاتها البيئية. وتمثل مزارع إنتاج الألبان سببا رئيسيا من أسباب سوء نوعية مياه الأنهار بسبب الأسمدة ومياه الصرف، حيث تعتمد نيوزيلندا على المراعي الطبيعية والأعشاب في تربية المواشي.
ويبدو أن الاكتشاف البيئي والصحي ربما يؤثر على سمعة نيوزيلندا في الأسواق الدولية حيث أن مؤهلاتها البيئية ليست مثالية كما يظن كثيرون. وتقول وزارة البيئة إن أكثر من 60% من مياه أنهار نيوزيلندا "سيئة" أو "سيئة للغاية" وغير آمنة للسباحة بسبب التلوث. وسجل البلاد في مجال الحفاظ على البيئات الطبيعية من بين أسوأ السجلات في العالم على أساس متوسط نصيب الفرد من الدخل. ونيوزيلندا هي الدولة الوحيدة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي لا تصدر تقريرا وطنيا منتظما عن البيئة.