ب و/ نشرت دورية كولومبيا الأمريكية تقريرا مطولا حول أسباب فشل شبكة قنوات الجزيرة في تحقيق نسبة مشاهدة عالية لدى الجمهور في أمريكا الشمالية. ونسبت الدورية إلى محللين سياسيين قولهم إن قناة الجزيرة القطرية تخطت الحدود في افتقادها المصداقية والمهنية، ووصلت إلى الدرك الأسفل في إطار الترويج لسلسلة من الإدعاءات والأكاذيب التي تروجها ضد مصر، حيث قامت القناة مؤخرا بعرض صورة لأطفال ادعت كذبا أنهم لقوا حتفهم جراء الضربات الجوية التي شنها الجيش المصري على معاقل تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا. وبالبحث على موقع جوجل ثبت بالدليل القاطع على أن الصورة تعود لثلاثة أطفال لقوا مصرعهم نتيجة الاختناق بالغاز منذ عدة أشهر في مدينة بنغازي، وهو ما يؤكد مجددا على أن تلك القناة لا تفتقد فقط للمصداقية والمهنية وإنما تعد ذراعا إعلاميا لهذه التنظيمات الإرهابية لتحقيق أهدافها المشبوهة وأعمالها الإجرامية. كما أكد قائد القوات الجوية الليبية أن القوات المسلحة المصرية لم تستهدف المدنيين على الإطلاق.
وفي مقال للكاتب ديل باس بمجلة "فوربس" الأمريكية تناول التحليل الذي قدمته دورية كولومبيا، أشار الكاتب إلى أن معظم الأمريكيين لا يفضلون الحصول على الأخبار من شبكة دولة معروفة بدعمها للإرهابيين في ظل تهديد هؤلاء للولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى منذ أحداث 11 سبتمبر. وأشار المقال إلى ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" على لسان الجنرال الأمريكي المتقاعد جاك كين، ودانييل بلتيكا الباحث بمؤسسة "أمريكان إنتربرايز" حول قيام قطر بتمويل وتسليح جماعات إرهابية مثل "داعش".
وكانت الجزيرة قد حصلت على شبكتها في أمريكا الشمالية عن طريق شراء حصة السياسي الأمريكي المعروف آل جور، والذي يقوم بمقاضاة الجزيرة الآن لعدم سدادها كافة الأموال المستحقة في عملية البيع. ووفقا للمقال فإن قناة الجزيرة أمريكا تعانى من نسبة مشاهدة متدنية بنحو 17 ألف مشاهد فقط في وقت الذروة مقابل 453 ألف لشبكة "سي إن إن"، ومليون متفرج لشبكة فوكس الإخبارية، ويرجع ذلك إلى اعتماد الجزيرة على أسلوب لا يروق لأغلب الأمريكيين، بالإضافة محدودية انتشارها.
ويضيف كاتب المقال أسبابا أخرى لإحجام المشاهد الأمريكي عن متابعة الجزيرة، منها أن معظم الأمريكيين يحصلون على المعلومات من مصادر أخرى ولا يحتاجون لمتابعة الجزيرة، والتي طالما استخدمها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الجزيرة كمنبر لنشر فيديوهات تهدد الولايات المتحدة وحياة الأمريكيين. كما أن القناة تعرض برنامجا يقدمه رجل دين معروف مؤيد لجماعة الإخوان المسلمين أصدر عدة فتاوى تبيح قتل الأمريكيين. وبالرغم من أن الجزيرة أمريكا قامت بتعيين كوادر علي درجة عالية من الكفاءة في إنتاج وتقديم برامجها وتقاريرها الإخبارية، إلا أنها فشلت في تكوين قاعدة مشاهدة كبيرة لها في أمريكا