الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

عودة الحرب الباردة بسبب الأزمة الأوكرانية

تسببت الأزمة الأوكرانية المحتدمة في سلسلة من التصعيد المتبادل بين روسيا وأمريكا ودول غرب أوربا تخللها تهديد ووعيد من الطرفين بالعقوبات تارة وبالتحذير من توسيع نطاق الحرب الدائرة هناك تارة أخرى، مما يهدد بعودة الحرب الباردة التي سادت في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، والتي شهدت العديد من الحروب الفعلية بين الشرق والغرب ولكن على أراضي دول أخرى وليس بالاحتكاك المباشر. ويشبه الجو السياسي السائد الآن ما أدى إلى تقسيم الدول التي شهدت حروبا في القرن الماضي بسبب قربها من الأراضي الروسية واتخاذ كل قسم حليفا له من الشرق أو الغرب كما حدث في فيتنام وكوريا.

وأعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف مؤخرا أن موسكو سترد بشكل قوي في حال فرض عقوبات جديدة على روسيا، مشيرا إلى إمكانية إغلاق المجال الجوي الروسي أمام الرحلات الغربية. وقال مدفيديف في حديث لصحيفة "فيدوموستي" الروسية: "سماؤنا مفتوحة للرحلات، إلا أنه في حال فرض قيود علينا سنضطر للرد". وأشار رئيس الحكومة الروسية إلى أن الخسائر التي ستتكبدها شركات النقل الجوي الغربية في هذه الحالة ستؤدي إلى إفلاس العديد منها. وأكد أن العقوبات لن تساعد على إحلال السلام في أوكرانيا، مشيرا إلى رغبة البعض في استخدام القوة في العلاقات الدولية. وطالب رئيس الوزراء الروسي دول الغرب بالتخلي عن فرض مزيد من العقوبات.
ولا تزال الحرب الأهلية تدور في أوكرانيا التي تجاور الأراضي الروسية ويسكن شرقها غالبية من أصل روسي، بينما تجمدت جهود البحث عن حل سياسي، بل على العكس لوح كل طرف باستخدام القوة العسكرية، وفي القمة الأخيرة لحلف شمال الأطلسي في ويلز هدد المجتمعون بنشر تعزيزات عسكرية قرب حدود روسيا التي انسحبت من الحلف مع بداية الأزمة، بينما يتهم الغرب روسيا بتدخلات روسية في أوكرانيا. وأعلن ألكسندر فيرشبو نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن الناتو يخطط لزيادة عدد التدريبات الدورية في شرق أوروبا. وأكد فيرشبو خلال اتصال تلفزيوني من بروكسل، أن حلف الناتو ينوي تشكيل قوات للرد السريع وتوفير البنى التحتية المطلوبة لذلك، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات "تحمل طابعا دفاعيا ولا تستهدف روسيا". من جهة أخرى أكد مسئول الناتو أن الحلف لا يرى فرصة لاستئناف التعاون العملي مع روسيا.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية الأوربية بيا هانسين في مؤتمر صحفي في بروكسل إن "وقف إطلاق النار الذي أعلن يوم الجمعة سيكون بالطبع العنصر الحاسم لتطبيق حزمة عقوبات جديدة من عدمه". وهبط سعر صرف الروبل مقابل الدولار واليورو، الاثنين، مع استمرار حالة الترقب وعدم اليقين في السوق بشأن قرار فرض عقوبات أوروبية إضافية ضد روسيا. ويناقش مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الاثنين، تنفيذ العقوبات الجديدة ضد روسيا، ومنها وضع شركات النفط الروسية "روس نفط" و"ترانس نفط" و"غازبروم نفط" على قائمة الشركات التي لن يسمح لها بالاقتراض في الأسواق الأوروبية. وتشمل الشركات الروسية المحتمل إدراجها في قائمة العقوبات ،وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، شركات نفط وغاز ومعدات عسكرية وصناعات مدنية وبنوك، لكنها لن تشمل قطاع الغاز خاصة شركة "غازبروم" الروسية التي تعد أكبر منتج للغاز في العالم وأكبر مورد له إلى أوروبا