دى فى/ استنكرت أوساط إعلامية وسياسية فى ألمانيا الاتهام الموجه للناشر والصحفى الألمانى البارز "جاكوب أوجشتاين" ، من قبل مركز أمريكى يهودى. وأوجشتاين ، 45 عاما ، يكتب عمودا صحفيا لمجلة دير شبيجل الألمانية ، ووالده هو "أدولف أوجشتاين" مؤسس مؤسسة دير شبيجل الصحفية. ويصدر مركز "سيمون ويزنثال" ، الذى يهتم بملاحقة النازيين السابقين ، قائمة سنوية تضم 10 شخصيات أو جهات على مستوى العالم هى الأكثر معاداة للسامية ومعاداة إسرائيل المقصود بها معاداة اليهود من وجهة نظر المركز ، وتم إدراج اسم "أوجشتاين" فى قائمة عام 2012 حيث جاء فى المركز التاسع. وتضم "الإخوان المسلمين" ، أعلى القائمة ، والنظام الإيرانى. وتقول "جوليان فيتسل" من مركز أبحاث معاداة السامية فى جامعة برلين للتقنية أنها فوجئت بالاتهام ولا تستطيع تفهم كيف يظهر اسم أوجشتاين فى قائمة واحدة مع الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد. وتضيف "قد يكون انتقاد أوجشتاين للسياسة الإسرائيلية حادا أحيانا ، لكن هذا لا شأن له بمعاداة السامية".
ويرجع المركز اليهودى ، ومقره لوس أنجليس، اتهامه لأوجشتاين إلى نصوص وردت فى عمود رأى يكتبه لموقع مجلة "دير شبيجل" الأسبوعية، انتقد فيها سياسة إسرائيل الخارجية ومدح فيها قصيدة لشاعر ألمانى حائز على جائزة نوبل ينتقد فيها إسرائيل. كما أنه وصف "غزة" بأنها "دار فناء".
وكان أوجشتاين قد كتب فى نوفمبر: "اليهود أيضا لديهم متطرفون ، فقط يسمون بأسماء أخرى مثل الألترا أرثوذكس أو الهارديم، وهم يمثلون 10% من 7 ملايين إسرائيلى، هؤلاء صنعوا من نفس الطينة التى صنع منها نظراؤهم الإسلاميون".
واعتمد المركز اليهودى فى إدراج اسم "أوجشتاين" على إيحاءات صادرة من إعلامى ألمانى من أصول بولندية يهودية يدعى "هندريك برودر" عرف بكتاباته الاستفزازية ، حيث كتب ذات مرة " السبب الوحيد الذى منع "أوجشتاين" من العمل مع "الجستابو" (الطابور الخامس) هو أنه ولد بعد الحرب العالمية الثانية". أما "رابى أبراهام كوبر" ، المسئول عن جمع القائمة ، فقد أبلغ الإذاعة الألمانية إيه آر دى أنه متمسك باختياره رغم الانتقادات الألمانية ، ووفق رأيه فإن "أوجشتاين" قد تجاوز الحدود إلى "شيطنة الآخر".
لكن جهات عديدة فى ألمانيا ، من بينها "مجلس يهود ألمانيا" فى برلين ، تتساءل لماذا يعتمد مركز "ويزنثال" على تقييم "برودر". ويقول نائب رئيس المجلس "من الواضح أن مركز "ويزنثال" منسلخ تماما عن الواقع الألمانى". كما تصدى عديد من السياسيين البارزين للدفاع عن "أوجشتاين". وتقول "فيتسل" أيضا أنها مقتنعة بأن مركز "ويزنثال" لا يتوخى الدقة دائما فيما يتعلق بالشئون الألمانية والأوربية". أما رئيس تحرير القسم السياسى فى دير شبيجل "رولاند نيليس" ، المسئول عن عمود "أوجشتاين" ، فقد قال إنه لا يرى داعيا للتعليق واكتفى بقوله أن "أوجشتاين" قد قال ما فيه الكفاية. وكان "أوجشتاين" قد كتب فى 29 ديسمبر مقالا قال فيه: "إن مركز "ويزنثال" له كل الاحترام لمكافحته معاداة السامية ، ومن المؤسف أن تقوض هذه الرسالة كما يحدث حتما عندما تتهم الصحافة النقدية بأنها عنصرية أو معادية للسامية".