عقد العديد من الصحف ووكالات الأنباء العالمية مقارنات مستفيضة بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري وبين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كما نشرت صور تجمع القائدين تم جمعها من المظاهرات الشعبية التي بدأت في 30 يونيو 2013 مطالبة بعزل محمد مرسي ثم مؤيدة للجيش بعدما أطاح به تقديرا لاستجابة الجيش إلى مطالب الشعب.
صور السيسي - عبد الناصر
أسوشيتدبرس": المصريون يعتبرون السيسي مثل جمال عبد الناصر
ذكرت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية أن هناك علاقة وثيقة بين الشعب المصري وجيشه، حيث لبي وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، مطالب الشعب بإطاحة الرئيس المعزول محمد مرسي، مما منحه شعبية كبيرة، موضحة أن البعض يراه مثل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
وقالت الوكالة إن غالبية المصريين أصبحوا يبجلون الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، ويلقبونه "أسد الأمة" ويغنون له. وأشارت إلى أن محبي السيسي يرونه مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومقتنعون ومرحبون بفكرة أنه سيخلع زيه العسكري ويترشح للرئاسة في الانتخابات المقرر إجراؤها مطلع العام المقبل، رغم نفي المتحدث باسم القوات المسلحة ذلك.
فايننشال تايمز: السيسي عبد الناصر الثاني
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن الفريق أول "عبدالفتاح السيسي"، القائد الأعلى للقوات المسلحة، يدير الأزمة المصرية بنفس طرق وأساليب الزعيم المصري الراحل "جمال عبدالناصر" بعد استناده للشعب المصري.
ونقلت الصحيفة عن "إتش إيه هيليار" زميل معهد بروكنجز الأمريكي للأبحاث السياسية، أن خطاب السيسي ودعوة المصريين للنزول للشارع لتأييد الجيش في مواجهة الإرهاب، هي أسلوب ناصري في إدارة البلاد والتعامل مع الأزمات، والاعتماد على الشعبية الكبيرة في مساندة القرارات التي ينوي اتخاذها.
الجارديان: الجيش يتحرك تلبية لرغبة الشعب مصدر السلطة الوحيد في مصر الآن
نشرت "الجارديان" البريطانية، أن الجيش المصري قرر التحرك بقوة لإحباط هجمات الإخوان القاتلة والتي أصبحت أكثر دموية، لذلك كان لابد من دعم شعبي للتأكيد على رغبة الشعب في القضاء على الإرهاب فكان اللجوء إلى الشعب الذي يعد مصدر السلطة الوحيد في مصر الآن.
واشنطن بوست: السيسى يحذو خطى عبد الناصر
تحت عنوان "السيسي على غرار عبد الناصر" قالت صحيفة "واشنطن بوست" في أحد مقالات الرأي إن دعوة وزير الدفاع المصري "عبد الفتاح السيسي"، نائب رئيس الوزراء والقوة الحقيقية في مصر، جموع الشعب المصري للتظاهر من أجل دعم خطواته للقضاء على الإرهاب، تقرب المسافات كثيرا بين خطوة الإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسي" في ثورة 30 يوينو وبين خطوات الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" التي أوصلته للحكم.
ومضت الصحيفة تقول إنه من الواضح أن هناك الكثير من المعارضين لمرسي والكثير من المؤيدين لفكرة الإطاحة به وإنهاء حكم الإخوان المسلمين، ولكن رغم دعم الشباب لهذه الفكرة، إلا أن دعم قوات الجيش والشرطة هو الذي أنهى الأمر، والآن يسعى الجيش إلى ترسيخ سلطته وحشد التأييد الشعبي لإضفاء شرعية دوره السياسي في البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن ما يحدث هذه الأيام تكرار لسيناريو يوليو 1952، حيث انقلب الضباط الاحرار على الملك فاروق وأصبح الجيش هو المتصدر للحياة السياسية في البلاد، وفي غضون بضعة شهور، تم حظر جميع الأحزاب السياسية وإطلاق حركة قومية لحشد الناس دعما للثورة، وأدت الاشتباكات بين الحشود الداعمة وجماعة الإخوان المسلمين في جامعة القاهرة عام 1954 إلى حظر جماعة الإخوان المسلمين التي دعمت الانقلاب في البداية، وأصبح "جمال عبد الناصر" الرئيس الشعبي للبلاد.
ومن المثير للاستغراب أن دعوة "السيسي" للاحتشاد والدعم الشعبي أتت بعد يوم واحد من من الذكرى السنوية لثورة 1952 وفي ظل وجود أنصار جماعة الإخوان المسلمين في الشوارع، فعلى ما يبدو أن التاريخ يعيد نفسه.
رويترز: السيسي يعيد صورة عبد الناصر إلى الأذهان
يعيد الجيش المصري الدراما السياسية في البلاد إلى نقطة البداية مانحا دور البطولة للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وظهر السيسي في صورة بطل في أعين الكثير من المصريين بعدما عزل الرئيس السابق محمد مرسي واتخذ إجراءات صارمة ضد جماعة الاخوان المسلمين. ويشبه الكثيرون السيسي بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي يتمتع بكاريزما قوية وقاد انقلابا على الملكية في مصر في عام 1952. انتشرت في القاهرة ملصقات عليها صورتان للرجلين ونزل الملايين إلى الشوارع دعما للسيسي ومنحوه تفويضا شعبيا
ولم يشر السيسي الذي كان رئيسا للمخابرات الحربية إلى أنه سيسعى لأي منصب لكن لا يشكك الكثيرون في أنه سيفوز بأي انتخابات تجرى الآن، وما يحدث في مصر سيلقي بظلاله على العالم العربي
ونقلت رويترز عن "ناثان براون" الأستاذ في جامعة جورج واشنطن والخبير البارز في الشأن المصري قوله "ليس من الواضح إن كان السيسي سيخوض انتخابات الرئاسة لكن ملصقات في القاهرة تحثه على ذلك. وبغض النظر عن هذا فإن أي سياسي طموح عليه أن يحظى بدعم الجيش. كما نقلت عن "جوشوا ستاتشر" الخبير في شؤون مصر وأستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية كنت قوله إن السيسي لن يسعى لمنصب رئاسي وأضاف "هذه روسيا في أوائل 1992 ونحن نبحث عن بوتين" مشيرا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي خرج من المخابرات ليهيمن على الساحة السياسية.
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية المصري نبيل فهمي قوله إن الجيش انحاز للإرادة الشعبية عندما عزل مرسي تماما مثلما دفع مبارك للتخلي عن منصبه في 2011. وذكرت أن الضوء قد سلط على دور السيسي المتنامي على الساحة السياسية عندما دعا المصريين للنزول في مظاهرات حاشدة لتفويضه لمواجهة "العنف والإرهاب"، وعززت الدعوة شعبيته وتلألأ نجمه السياسي.
وول ستريت جورنال: السيسي "ناصر جديد"
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي ظهر في ثوب "عبد الناصر" وأذل أوباما وحرمه من أي مكاسب داخلية على الأرض الأمريكية، حيث أن متداولي الأسهم في البورصات العالمية أصبحوا يدركون اليوم، أكثر من أي وقت مضى أنه قد أصبح في مصر "ناصر جديد" يصر على إذلال أوباما.
وأضافت الصحيفة أن عبد الفتاح السيسي، يدرك أن الإدارة الأمريكية الحالية باتت مكشوفة أمامه تماما، ولذا قرر أن يعمق من خسارة "أوباما" بالضغط على أكثر ما يثير اهتمام المواطن الأمريكي وهو الاقتصاد. فبينما كانت التوقعات تشير إلى مرحلة انتعاش تعززها حالة سوق العقارات والاحتياطي الفيدرالي وتراجع النفقات العسكرية في الشرق، قرر "ناصر الجديد" أن ينهي كل ذلك دون استخدام السلاح، فقط عبر الميكروفون الذي دعا فيه الشعب المصري للنزول يوم الجمعة للميادين لتفويضه للقيام بعمليات أكثر قسوة ضد الإرهابيين، وهو ما يعني أن هناك عمليات واسعة ستدور ليس بعيدا عن قناة السويس وهو ما يعني إحداث حالة واضحة من إرباك سوق البترول وتكبيد الولايات المتحدة الكثير من الخسائر خلال أيام قليلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما خسرته أمريكا صبيحة خطاب "السيسي" وبسبب تصريحاته ودعوته يفوق حجم المعونة العسكرية الأمريكية التي تقدمها لمصر ببضع ملايين من الدولارات، لكن رد فعل "أوباما" جاء صبيانيا بامتياز، حيث أوقف تسليم صفقة طائرات إف 16 بصورة عقابية لم يؤيده فيها الكونجرس الذي يتململ من تصرفات أوباما الأخيرة، والتي كان من ضمنها إصرار أوباما على إبقاء برامج التجسس مشيرة إلى أن السيسي جعل الأمريكان يظهرون بهذا المظهر الهستيري ليزيد فرص حصوله على المزيد من التنازلات الروسية خاصة فيما يخص أسعار الطائرات البديلة وصفقات القمح، ما يعني أنه بدوره يمارس دورا يراه بدقة لتكبيد الاقتصاد الأمريكي خسائر تفوق حجم المعونة العسكرية، بينما يتجاهل أي اتصالات من الإدارة الأمريكية.
فورين بوليسي: السيسي يعيد شخصية جمال عبد الناصر والإخوان يرتكبون نفس أخطاء الماضي
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الفريق أول عبدالفتاح السيسي، سيكون مثل الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" لكن على طريقته الخاصة، خاصة بعد أن ارتفعت شعبيته بصورة هائلة خلال الفترة الماضية، والتفت حوله الجماهير.
وقال "ستيفن كوك" المتخصص في أمور السياسة العربية والتركية وسياسات أمريكا تجاه الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك، إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي يلعب نفس الدور الي لعبه ناصر في تاريخ مصر، على طريقته الخاصة ووفقا للظروف والمعطيات الموجودة حاليا في عام 2013.
والظاهر أن السيسي هو ظل عبد الناصر ويعيد إحياءه مرة أخرى في نفوس المصريين، وذلك من خلال التعامل مع الإخوان والإطاحة بهم من الحكم وإخراجهم من الحياة السياسية تماما. وعقد كوك مقارنة بين ما فعله الزعيم الراحل عقب حادث المنشية الشهير بالإسكندرية في 26 أكتوبر 1954 ومحاولة الإخوان اغتياله في المنشية، وبين ما يجري الآن، والصورة تكاد تكون متشابهة.
فالإخوان فشلوا في اغتيال عبد الناصر وتم القبض على المتهم "محمود عبد اللطيف" الذي اعترف بدور الإخوان في العملية، فكان انتقام عبد الناصر منهم بحل التنظيم واعتقال المئات من أعضائه، وأصبحت جماعة الإخوان تنظيم سري ومحظور. ورغم مرور حوالي 60 عاما استطاع الإخوان العمل سرا والوصول إلى الحكم العام الماضي، وأصبح منهم رئيس منتخب، لكنهم فشلوا أيضا في إدارة البلاد واصطدموا مع الجيش والشعب، وكانت النهاية الحالية باعتقال الرئيس وتراجع شعبية الجماعة بصورة كبيرة، وأصبح جميع قياداتها مطاردون ويحتمون في رابعة العدوية بين المتظاهرين.