اكتشف سكان إحدى القرى الفيتنامية قرية كوخا منعزلا شيد في قلب الغابة معلقا في الأشجار يرتفع 6 أمتار عن الأرض يسكنه رجلان. وانتقلت الشركة إلى المكان الأربعاء قبل أيام عقب إبلاغ السكان عن مشاهدتهم ساكني الكوخ بمعزل عن العالم، وتبين أنهما أب ونجله يبلغ الأول 82 عاما والثاني 41 عاما، ، يسكنان الأدغال الفيتنامية منذ 40 سنة هربا من القصف خلال حرب فيتنام في العام 1973
ورغم انتهاء الحرب بعد فرارهما بعامين لم يعلم بانتهائها ولم يلتق بأحد منذ ذلك الحين. وعثر على الشخصين يعيشان في حالة بدائية ووجدت الشرطة صعوبات جمة في التواصل معهما حيث أنهما نسيا كل شيء عن الحياة المدنية حتى لغتهما الأصلية .خاصة الإبن الخائف والخجول الذي لم يعرف حياة غير حياة الأدغال منذ أن فر مع أبيه وعمره سنتان، ولا يملك للتعبير إلا كلمات قليلة. وشيد الرجلان كوخهما فوق الأشجار تحسبا من خطر الحيوانات المفترسة وكانا يأكلان مما يجدانه في الغابة ويصطادان الحيوانات بواسطة أدوات بدائية وكانت ملابسهما مفصلة من أوراق وقشور النباتات الطرية.
ووجد الأب في حالة صحية سيئة ويخضع الآن للعلاج في مركز طبي، أما الإبن فتبدو صحته جيدة ويعيش الآن لدى شقيق أصغر له لم يحمله الأب معه أثناء فراره من القصف. وكان الأخ الأصغر في شهره الثالث عند وقوع الغارة الأميركية، والغريب أنه أكد أنه كان يعرف مكان وجود أبيه وأخيه منذ فترة طويلة، وكان يزورهما مرة في السنة.
وقالت صحيفة محلية أنها حصلت على المعلومات من النجل الأصغر للرجل الهارب. وقالت الصحيفة الإلكترونية "دان تري" نقلا عن السلطات المحلية إن الولد الأصغر حاول عام 2004 أن يعيد والده وشقيقه إلى ديارهما، لكنهما رفضا "مفضلين الحياة المستقلة على الحياة التقليدية للعائلات الفيتنامية". وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون المحلي السلطات الفيتنامية وهي تخرج الرجلين النحيلين رغماً عنهما من الأدغال. وكان الوالد ممددا على نقالة، بينما يلاقي ابنه صعوبة في المشي.
ويبدو أن الرجلين كانا يقتاتان من الفاكهة والذرة التي يزرعانها. وأعرب أقاربهما والسلطات عن قلقهم من احتمال عدم تكيف الرجل ونجله مع الحياة العصرية، خاصة الابن الذي لم يعرف إلا حياة الأدغال. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يعثر فيها على أشخاص مختبئين في الأدغال ومعزولين عن العالم لعشرات السنين هربا من أهوال الحرب.