تبادلت جماعة الإخوان ووزارة الداخلية المصرية أقوالا متضادة بشأن سقوط قتلى وجرحى بين صفوف الإخوان يوم السبت 27 يوليو، بينما قال شهود عيان أن "قناصة" تابعين للإخوان هم من أطلق النار على المعتصمين بهدف إيقاع عدد من الضحايا وإلصاق التهمة بالأمن.
واتهمت الجماعة قوات الأمن بقتل عشرات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وقالت إنه حدث إطلاق نار على متظاهرين تجمعوا قبل الفجر في منطقة "النصب التذكاري" القريبة من اعتصام رابعة العدوية في ضاحية مدينة نصر بالقاهرة. ونقلت رويترز عن المتحدث باسم الإخوان المسلمين، أحمد عارف، أن 66 شخصا قتلوا وتوفي 61 آخرون "إكلينيكيا"، وأن أكثر من أربعة آلاف عولجوا من آثار الغازات المسيلة للدموع وجروح ناجمة عن طلقات الرصاص وطلقات الخرطوش، وأحصى مراسل رويترز 36 جثة في مشرحة. وقال مدير المكتب الصحفي بوزارة الصحة، حمدي محمود إن 65 شخصا قتلوا إضافة إلى تسعة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في أعمال عنف شهدتها الإسكندرية مساء الجمعة.
واتهم وزير الداخلية المصري، محمد إبراهيم، في مؤتمر صحفي، جماعة الإخوان بالمبالغة في عدد القتلى لتحقيق أهداف سياسية، ونفى أن تكون الشرطة قد استخدمت الرصاص الحي. وقال إن الأهالي قد اشتبكوا مع مجموعات قادمة من مكان اعتصام رابعة العدوية في الساعات الأولى من الصباح بعد أن قطعت جسر السادس من أكتوبر الحيوي. وأضاف أن الشرطة استخدمت فقط الغاز المسيل للدموع لفض الاشتباك. وقال الوزير إنه سيتم التعامل مع اعتصام أنصار مرسي بناء على قرارات قانونية من النيابة التي تنظر في شكاوى قدمها سكان منطقة الاعتصام لتضررهم من الاعتصام أمام منازلهم.
وقال شهود عيان في مداخلات تليفزيونية نشرت على يوتيوب إن قناصة يتحدثون بلهجة غير مصرية شوهدوا برفقة أحد قيادات الإخوان المعروفة فوق أسطح المباني، وقاموا بإطلاق النار على بعض المعتصمين ، مما يوحي بنهج سيناريو "قرابين النجاة" اليائس، حيث يتم التضحية ببعض الأفراد في سبيل نجاة الجماعة، واستخدام الضحايا كوسيلة لاستجداء العطف وإلصاق تهمة قتلهم بأجهزة الدولة. وقال شهود إن منطقة رابعة أصبحت مخزنا لأنواع كثيرة من الأسلحة من بينها مدافع وصواريخ محمولة. وبينما يبدو هذا السيناريو غريبا إلا أن هناك مقاطع فيديو، نشرت على موقع يوتيوب، في الفترة الأخيرة أظهرت حمل الإسلاميين وتبادلهم للأسلحة النارية وقتلهم لزملائهم في المسيرات بشكل بارد، ثم متابعة المسيرة وكأن شيئا لم يحدث، مما يجعل احتمال تدبير القتل مسبقا هو الأرجح.
وقد ظهر المعتصمون في رابعة العدوية على شاشات التليفزيون في الصباح في حالة عادية يتحركون دونما أي ارتباك أو فزع أو فوضى، مما يجعل أرقام الضحايا التي تحدثت عنها جماعة الإخوان محل شك. ولم تنشر تلك الأرقام غير القنوات الفضائية الموالية للإخوان مثل "الجزيرة". وقد سبق للجزيرة تعمد نشر صور المظاهرات المليونية المعارضة للإخوان في محيط قصر الاتحادية على أنها مظاهرات مؤيدة في منطقة رابعة، ووقعت قنوات أخرى كانت تستخدم الجزيرة كمصدر أنباء في خطأ نشر أخبار مزيفة مثل "فرانس24" التي اعتذرت لاحقا عن الخبر بينما لم تعتذر عنه الجزيرة.
وأثار الحادث مفارقة تاريخية تمثلت في وقوع قتلى بين صفوف الإسلاميين في منطقة "النصب التذكاري"، وهو نفس الموقع الذي قتل فيه إسلاميون الرئيس السادات في 6 أكتوبر 1981، ودفن فيه.
وشهد نفس المكان مفارقات أخرى أغرب من الخيال. ففي تلك البقعة جرى العرض العسكري للاحتفال بذكرى انتصار مصر في حرب 1973، لكن تشاء الأقدار أن يلقى الرجل المنتصر حتفه أمام جيشه على أيدي أفراد من تنظيم إسلامي اخترق الجيش ودبر لحادث الاغتيال.
المفارقة الثالثة تقول إن السادات هو من أمر ببناء النصب كرمز لإحياء ذكرى "الجندي المجهول" لكنه لم يتوقع أن يدفن تحته بعد إنشائه ببضع سنوات.
المفارقة الأقدم هي أن السادات هو من أخرج الإخوان المسلمين من السجون والمعتقلات وسمح لهم بممارسة العمل السياسي بعد 10 سنوات من سجنهم وبعد 20 عاما من الحظر السياسي.
وشهد نفس المكان مفارقات أخرى أغرب من الخيال. ففي تلك البقعة جرى العرض العسكري للاحتفال بذكرى انتصار مصر في حرب 1973، لكن تشاء الأقدار أن يلقى الرجل المنتصر حتفه أمام جيشه على أيدي أفراد من تنظيم إسلامي اخترق الجيش ودبر لحادث الاغتيال.
المفارقة الثالثة تقول إن السادات هو من أمر ببناء النصب كرمز لإحياء ذكرى "الجندي المجهول" لكنه لم يتوقع أن يدفن تحته بعد إنشائه ببضع سنوات.
المفارقة الأقدم هي أن السادات هو من أخرج الإخوان المسلمين من السجون والمعتقلات وسمح لهم بممارسة العمل السياسي بعد 10 سنوات من سجنهم وبعد 20 عاما من الحظر السياسي.
ولا يزال أنصار الرئيس الإسلامي مرسي يطالبون بعودته بينما صدر بحقه أمر من النيابة بحبسه احتياطيا على ذمة قضايا جنائية خطيرة من بينها التخابر مع جهات أجنبية والتحريض على القتل، وهي جرائم سابقة لعزله.