ف ب/ تضاعف عدد الأسبان المقيمين في المغرب 4 مرات بين عامي 2003 و2011 وفقا للمعهد الوطني للإحصاء في أسبانيا. ويعتقد أن عشرات الآلاف يقطنون المغرب اليوم بطريقة غير شرعية. ورغم أن المغرب لا يبدو هدفا اقتصاديا متميزا لكن الأسبان يجدون فيه منفذا للخلاص من أزمتهم الاقتصادية الراهنة.
عرفت الهجرة في العقود الماضية تسارعا وتواترا لم تعرفه البشرية من قبل، فاق، حسب وثيقة للأمم المتحدة، "الهجرة العظمى" في نهاية القرن 19 إلى بداية القرن 20. هذه الحركية الانتقالية غالبا إلى دول العالم الأول حيث الدخل الفردي مرتفع وهامش الحرية أوسع، وصلت في العقد الأخير إلى معدل 33 مليون مهاجرا عالميا، عرفت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عدد من الوافدين بنسبة وصلت 17 مليون، تلتها أوروبا بنسبة 15 مليون، حازت إسبانيا على الرتبة الأولى ثم ألمانيا.
وقد كانت أسبانيا الوجهة الأولى للمغاربة المهاجرين قانونيا أو سريا بسبب ظروف جغرافية سياسية اقتصادية واجتماعية، كون أسبانيا تعتبر من البلدان الأوروبية المتقدمة اقتصادا وإنتاجا وأقربها إلى المغرب جغرافيا، بسياسة نظام ملكي محافظ، ومجتمع بعيد عن أرستقراطية الأوروبيين والسلوكيات الاستهلاكية المفرطة للأمريكيين والمظهر الحداثي تقنيا للآسسويين، وكون تاريخ البلدين يشترك منذ عصر الفتوحات الإسلامية ودخول المغاربة الأندلس إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية ودخول الأسبان المغرب واحتلال شماله وصحرائه، استطاع المغاربة التكيف داخل منظومتها الاجتماعية وإيجاد مساحة للوجود بسرعة فائقة.
لكن تدفق المهاجرات يقل مع الأزمات والركود الاقتصادي، وابتداء من سنة 2009، لوحظ تباطوء وتراجع مثير للانتباه للمهاجرين عموما والمغاربة خصوصا إلى وجهات أوربية بحثا عن العمل أو عن شكل حياة أفضل، خاصة وأن أسبانيا كانت من أكثر البلدان تضررا بالأزمة بنسبة ارتفاع مهول للبطالة، أثرت على المواطن الأسباني قبل المهاجر المغربي نفسيا وماديا، أوصلت بعضهم للاكتئاب الدائم والخوف، وآخرين إلى فقدان أملاكهم والعيش في الشارع. وبسبب هذا الركود الاقتصادي انعكس الأمر بشكل غريب.
تقول المديرة المساعدة لمؤسسة الهجرة الدولية التابعة لجامعة "أكسفورد" "هين دي هاس"، إن العالم ينقلب رأسا على عقب. مستهلة بتلك الجملة مقالات تصف فيه هجرة الأسبان نحو المغرب، حيث تضاعف عدد الأسبان المسجلين رسميا كمقيمين في المغرب أربع مرات بين عامي 2003 و2011 وفقا للمعهد الوطني للإحصاء في إسبانيا. ويعتقد أن عشرات الآلاف يقطنون المغرب اليوم بطريقة غير مشروعة. تقول مارتينيز، مهاجرة سرية بالمغرب، لم يكن أحد في أسبانيا يعتقد قبل الأزمة أننا سنأتي يوما إلى المغرب بحثا عن عمل.
ولم يتحول اتجاه الهجرة بهذه الشكل العجيب إلا كون حجم البطالة وصل في إسبانيا اليوم إلى 26 في المائة، فتغيرت وجهة نظر المغاربة عن أسبانيا، تلك النظرة التي طالما رأتها أرض الفرص والأحلام. وقد صرح معهد ثربانتس في طنجة أن عدد المهاجرين المغاربة إلى الأراضي الأسبانية انخفض بمقدار الثلث تقريبا منذ بدء الأزمة في عام 2008، في نفس الوقت زاد عدد مراسلة الأسبان المعلمين خصوصا لسيرهم الذاتية إلى المغرب بحثا عن عمل بالضعف خلال شهر واحد، يقول "خافيير ألفاريز غالفيز"، مسؤول في المعهد.
وقد يبدو للبعض أن المغرب ليس بالوجهة المناسبة للبحث عن عمل بناتج محلي إجمالي يساوي سدس الناتج الإسباني، ومعدل بطالة يقدر ب 30 بالمائة، قد يكون المغرب غارقا في أزمة اقتصادية أكثر من إسبانيا، كما يصرح "المهدي الحلو"، أستاذ اقتصاد في المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي في المغرب، ومع ذلك يراه الأسبان ملجأ من أزمتهم الاقتصادية وملاذا للاستقرار، خاصة أنهم لا يحتاجون تأشيرة للدخول للمغرب والإقامة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر متواصلة، وأنهم لا يحتاجون إلا إلى العودة إلى إحدى المدن المغربية المستعمرة: سبتة أو مليلية، لتجديد الإقامة لثلاثة أشهر أخرى.
وقد كانت أسبانيا الوجهة الأولى للمغاربة المهاجرين قانونيا أو سريا بسبب ظروف جغرافية سياسية اقتصادية واجتماعية، كون أسبانيا تعتبر من البلدان الأوروبية المتقدمة اقتصادا وإنتاجا وأقربها إلى المغرب جغرافيا، بسياسة نظام ملكي محافظ، ومجتمع بعيد عن أرستقراطية الأوروبيين والسلوكيات الاستهلاكية المفرطة للأمريكيين والمظهر الحداثي تقنيا للآسسويين، وكون تاريخ البلدين يشترك منذ عصر الفتوحات الإسلامية ودخول المغاربة الأندلس إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية ودخول الأسبان المغرب واحتلال شماله وصحرائه، استطاع المغاربة التكيف داخل منظومتها الاجتماعية وإيجاد مساحة للوجود بسرعة فائقة.
لكن تدفق المهاجرات يقل مع الأزمات والركود الاقتصادي، وابتداء من سنة 2009، لوحظ تباطوء وتراجع مثير للانتباه للمهاجرين عموما والمغاربة خصوصا إلى وجهات أوربية بحثا عن العمل أو عن شكل حياة أفضل، خاصة وأن أسبانيا كانت من أكثر البلدان تضررا بالأزمة بنسبة ارتفاع مهول للبطالة، أثرت على المواطن الأسباني قبل المهاجر المغربي نفسيا وماديا، أوصلت بعضهم للاكتئاب الدائم والخوف، وآخرين إلى فقدان أملاكهم والعيش في الشارع. وبسبب هذا الركود الاقتصادي انعكس الأمر بشكل غريب.
تقول المديرة المساعدة لمؤسسة الهجرة الدولية التابعة لجامعة "أكسفورد" "هين دي هاس"، إن العالم ينقلب رأسا على عقب. مستهلة بتلك الجملة مقالات تصف فيه هجرة الأسبان نحو المغرب، حيث تضاعف عدد الأسبان المسجلين رسميا كمقيمين في المغرب أربع مرات بين عامي 2003 و2011 وفقا للمعهد الوطني للإحصاء في إسبانيا. ويعتقد أن عشرات الآلاف يقطنون المغرب اليوم بطريقة غير مشروعة. تقول مارتينيز، مهاجرة سرية بالمغرب، لم يكن أحد في أسبانيا يعتقد قبل الأزمة أننا سنأتي يوما إلى المغرب بحثا عن عمل.
ولم يتحول اتجاه الهجرة بهذه الشكل العجيب إلا كون حجم البطالة وصل في إسبانيا اليوم إلى 26 في المائة، فتغيرت وجهة نظر المغاربة عن أسبانيا، تلك النظرة التي طالما رأتها أرض الفرص والأحلام. وقد صرح معهد ثربانتس في طنجة أن عدد المهاجرين المغاربة إلى الأراضي الأسبانية انخفض بمقدار الثلث تقريبا منذ بدء الأزمة في عام 2008، في نفس الوقت زاد عدد مراسلة الأسبان المعلمين خصوصا لسيرهم الذاتية إلى المغرب بحثا عن عمل بالضعف خلال شهر واحد، يقول "خافيير ألفاريز غالفيز"، مسؤول في المعهد.
وقد يبدو للبعض أن المغرب ليس بالوجهة المناسبة للبحث عن عمل بناتج محلي إجمالي يساوي سدس الناتج الإسباني، ومعدل بطالة يقدر ب 30 بالمائة، قد يكون المغرب غارقا في أزمة اقتصادية أكثر من إسبانيا، كما يصرح "المهدي الحلو"، أستاذ اقتصاد في المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي في المغرب، ومع ذلك يراه الأسبان ملجأ من أزمتهم الاقتصادية وملاذا للاستقرار، خاصة أنهم لا يحتاجون تأشيرة للدخول للمغرب والإقامة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر متواصلة، وأنهم لا يحتاجون إلا إلى العودة إلى إحدى المدن المغربية المستعمرة: سبتة أو مليلية، لتجديد الإقامة لثلاثة أشهر أخرى.
إضافة إلى ذلك، فإن سعر صرف اليورو إلى عشرة دراهم، يجد فيه الأسبان سبيلا إلى حياة راقية حين العمل ضمن شركات أوروبية في المغرب تدفع باليورو وتعرض وظائف تأتي معها الشقة والسيارة، ومزايا أخرى مغرية لا يوفرها أرباب العمل للمغاربة أنفسهم، تجعلهم كأنهم أصحاب المكان وتجعل المغاربة داخل بلدهم يعانون نوعا آخر من التمييز والعنصرية ليصبح الأمر فعلا منقلبا رأسا على عقب