تستضيف مكتبة الإسكندرية الدولية ندوة بعنوان "رموز في مصر القديمة" بمناسبة مرور 28 عاما على رحيل المخرج المصري العالمي شادي عبد السلام مساء 25 أكتوبر، بمركز المؤتمرات.
ولشادي عبد السلام متحف دائم يحمل اسمه في إحدى قاعات مكتبة الإسكندرية، ويضم بعضا من أعماله وتصميماته. ومن أبرز أعماله الفيلم الشهير "المومياء" عن آثار مصر القديمة، الذي أخرجه عام 1974 وهو أهم الأفلام العربية ويعالج قضية الهوية والحفاظ على التراث الحضاري، ونال عدة جوائز عالمية واحتل المرتبة الأولي في استطلاع الأفلام الأجنبية في فرنسا عام 1994. وقد اختير شادي ضمن أهم 100 مخرج على مستوى العالم خلال تاريخ السينما في العالم بترشيح من رابطة النقاد الدولية بفيينا بالنمسا.
كما اشتهر عبد السلام بتصميمات غاية في الثراء للديكور والملابس في أشهر الأفلام المصرية الملونة، خاصة التاريخية، ومنها فيلم أضواء المدينة، ألمظ وعبده الحامولي، أمير الدهاء، أميرة العرب، بين القصرين، الخطايا، رابعة العدوية، السمان والخريف، شفيقة القبطية، عنتر بن شداد، وا إسلاماه، الناصر صلاح الدين.
وقدم عددا من الأفلام القصيرة الهامة منها فيلم الفلاح الفصيح 1970 المأخوذ عن إحدى البرديات الفرعونية القديمة، جيوش الشمس 1974، كرسي توت عنخ آمون الذهبي، الأهرامات وما قبلها 1984، رمسيس الثاني 1986.
تقدم الندوة الكاتبة والباحثة د. مريدي النحاس، و د. دينا عبد السلام الأستاذ بكلية الآداب جامعة الإسكندرية. وتدور حول مغزى رموز مصرية شهيرة تشكل جزءا هاما من الوجدان المصري منذ آلاف السنين مثل الهرم، قرص الشمس، المجنح، زهرة اللوتس، حلقة شين، ريشة معت وغيرها، استكمالا لرسالة شادي عبد السلام الهادفة إلى إعادة تعريف المصري المعاصر بمصادر حضارته وثقافته القديمة، وكان يرى أن الحضارة المصرية القديمة تجربة إنسانية وفكرية عميقة تستحق أن تدرس وتستلهم لتكون مصدر لتقدم مصر الحديثة. وهو ما لخصه بقوله "قضيتي هي التاريخ الغائب أو المفقود .. كيف نعيد أصحاب التاريخ الذي أغنوا به الإنسانية إلى دورهم ومساهمتهم الإيجابية والقوية في الحياة؟ لابد أولا أن يعرفوا من هم؟ وماذا كانوا؟ وماذا قدموا؟ لابد أن نوصل بين إنسان اليوم وإنسان الأمس لنقدم إنسان الغد".
ولد المخرج شادي عبد السلام في مدينة الإسكندرية في 15 مارس 1930 وتخرج من كلية فيكتوريا بالإسكندرية عام 1948 ودرس فنون المسرح في لندن حتى 1950. التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج منها عام 1955. وتعرف على الفنون الإسلامية من خلال أستاذه المعماري السكندري الشهير "حسن فتحي". وكان رحيله في أكتوبر عام 1986 تاركا ثروة فنية كبيرة وطموحا ثقافيا لم يكتمل