قدم محمد فؤاد جاد الله المستشار القانوني للرئيس محمد مرسي استقالة "مسببة" كشف فيها احتجاجه عدم وجود رؤية واضحة لإدارة الدولة والإصرار على الإبقاء على حكومة هشام قنديل، ومحاولة اغتيال السلطة القضائية، وتهميش شباب الثورة. والمستشار المستقيل هو أحدث مسئول رئاسي يقدم استقالته من الفريق الرئاسي.
وصرح جاد الله في حوار نشرته صحيفة "المصري اليوم" بأن الرئيس يستشير مكتب إرشاد جماعة الإخوان فى قراراته وأن مكتب الإرشاد يرشح بعض الأفراد لتولي مناصب في الدولة. وحول تدخل الحكومة في شئون القضاء قال جاد الله في حوار أن السلطة القضائية ومؤسسة الجيش من أطهر مؤسسات الدولة، وإذا كانت هناك أخطاء داخلهما فيجب إصلاحها من الداخل دون تدخل من المؤسسات الأخرى، منتقدا دعوة جماعة الإخوان المسلمين لتنظيم مظاهرات ضد القضاء.
وأكدت رئاسة الجمهورية في مصر استقالة مستشار الرئيس للشؤون القانونية، ونقل موقع قناة "النيل للأخبار" عن جاد الله أن استقالته "نهائية ولا رجعة فيها."
وحاول المستشار المستقيل تبرئة نفسه من المشاركة في أحداث وقرارات وقوانين سابقة أثارت احتجاجات واسعة في مصر بسردها والتعليق بأنه لم يتم استشارته فيها أو أنه لم يعلم بها ولم تعرض عليه. لكنه انتقد الرئاسة في البطء في القرارات وانفراد الجماعة (الإخوان) و"تغولها" على الرئيس والحكم.
مسامير في نعش النظام
وأثارت استقالة المستشار القانوني للرئيس تعليقات من شخصيات سياسية وقضائية، فقالت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقا في مداخلة هاتفية لها ببرنامج ''في الميدان''، المذاع على قناة ''التحرير''، الثلاثاء، أن ما في استقالة جاد الله من مبررات هي "مسامير فى نعش النظام"، وأن هذه الاستقالة جاءت متأخرة للغاية بعد طول عدوان انتهكت فيه مؤسسة الرئاسة حرمات قانونية، ولم تغفر له سكوته وتبريره لانتهاك القضاء، وهي محاولات للنجاة من السفينة الغارقة. وأضافت الجبالي أن ''جاد الله'' وغيره من الشخصيات الأخرى خالفت ضميرها المهني والعلمي، وهو ما لا يغفله التاريخ، وسيكتبه بسطور سوداء، على حد وصفها.
وعلق الدكتور يسري حماد، نائب رئيس حزب الوطن، على استقالة المستشار القانوني للرئيس قائلا "هذا عيب من نادى بحكومة ائتلافية لإدارة الوطن ثم راح يرشح من ليس له خبرة ولم يعمل يوما في إدارة مصلحة فضلا عن دولة."
وقال الشيخ ناصر رضوان، الداعية السلفي عبر صفحته على فيسبوك، ''تحية للمستشار محمد فؤاد جاد الله الذي كان من أهم أسباب رفضه للمكوث في منظومة الإخوان الفاشلة، رفضه لموقف طائر النهضة الحزين من المد الشيعي" وأضاف: ''وكل ذلك رغم ما يتعرض له من ماكينة التشويه من اللجان الإلكترونية الإخوانية التي تتعامل معه ومع كل من يخالفهم بمنطق كان سيدنا وأبن سيدنا واليوم أجهلنا وبن أجهلنا، فلا تكترث يا سيادة المستشار فذمهم لك قمة المدح