الأحد، 12 مايو 2013

معارك بين قيادات تونس بسبب توافد "مشايخ الشرق"

ف ب/ انتقد الرئيس التونسي منصف المرزوقي توافد رجال دين من المشرق العربي على بلاده. 
 جامع الزيتونة - تونس
وقال المرزوقي في افتتاح ملتقى اقتصادي بالعاصمة "نحن مع الدعاة التونسيين وليس الدعاة الذين يأتون من مكان آخر"، مؤكدا أن لتونس "ما يكفي من المشايخ والمفكرين ليربحوا المعركة الفكرية ضد التطرف". وقال المرزوقي في خطابه، السبت، "نحن مع الدعاة التونسيين وليس الدعاة الذين يأتون من مكان آخر". وأضاف "لنا ما يكفي من مشايخ الزيتونة ومفكريها ليربحوا المعركة الفكرية ضد التطرف". وجامع الزيتونة ثاني أقدم مؤسسة دينية في شمال إفريقيا بعد جامع عقبة بن نافع الذي بني في القيروان.
المرزوقي - الغنوشي
وتأتي تصريحات المرزوقي بعد إعلان راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة أن المشايخ القادمين من الشرق العربي "هم الأقدر على محاربة الإرهاب" في تونس. وقال الغنوشي في مؤتمر صحفي، الخميس، أن هؤلاء المشايخ الذين تستقدمهم جمعيات إسلامية تونسية "يقوضون الأسس الدينية للإرهاب". واعتبر أن بلاده لم "يبق فيها رجال دين" بسبب سياسة "تجفيف المنابع" التي انتهجها الرئيسان بورقيبة وزين العابدين بن علي. وتساءل "هل لنا شيوخ في تونس؟ ماذا أبقى بورقيبة وبن علي؟".
وذكر بأن جامع الزيتونة الذي كان قبل استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي سنة 1956 منارة لنشر الفكر الديني الوسطي في شمال إفريقيا "تم نسفه في عهد بورقيبة وبن علي ما جعل من تونس أرضا منخفضة تهب عليها الرياح". وأشار الى أن تحجيم دور جامع الزيتونة والزج بإسلاميي حركة النهضة في السجون خلال تسعينات القرن الماضي أدى الى "ظهور السلفية والشيعة" في تونس.

ورفض الشيخ فريد الباجي رئيس "جمعية دار الحديث الزيتونية" تصريحات الغنوشي وأعلن أن الأخير "معروف تاريخيا بعدائه للمنهج الزيتوني". وقال الباجي "يوجد في تونس اليوم ما لا يقل عن 600 عالم زيتوني، من خريجي جامع الزيتونة، أو على منهج جامع الزيتونة". واعتبر أن "استقدام شيوخ التيار الوهابي الى تونس هو أكبر داعم للإرهاب في تونس، لأن فكرهم يقوم على التكفير والادعاء بامتلاك الحقيقة". وأعلن الشيخ حسين العبيدي إمام جامع الزيتونة مؤخرا أنه لن يسمح للشيوخ الوهابيين بدخول جامع الزيتونة "لأن خطابهم يقوم على التكفير والتبديع" أي اعتبار كثير من عادات التونسيين "بدعا".

وتنتقد المعارضة باستمرار استقدام جمعيات دينية محسوبة على حركة النهضة من تسميهم "شيوخ البترودولار الوهابيين". وتتهم المعارضة جالبي هؤلاء بمحاولة "تغيير نمط المجتمع التونسي" الذي يعتنق إسلاما سنيا مالكيا معتدلا، وتحظى فيه المرأة بوضع حقوقي فريد في العالم العربي. وعادة ما يخص قياديون في حركة النهضة مثل حبيب اللوز وصادق شورو المحسوبين على الجناح المتشدد في الحركة، هؤلاء المشايخ باستقبالات "كبيرة وشبه رسمية" في مطار تونس/قرطاج الدولي، حسب وسائل الاعلام التونسية.

وفي عهد الرئيس المخلوع بن علي لم يكن مسموحا لمشايخ المشرق العربي بدخول البلاد. ومؤخرا علق المفكر التونسي رياض الصيداوي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف على ظاهرة توافد مشايخ المشرق على تونس بالقول "الخليجيون يرسلون الأموال إلى الغرب والشيوخ إلى تونس".