بدأت فى البرازيل أكبر حركة للسيطرة على أنهار حوض الأمازون، أكبر حوض مائى فى العالم، بهدف الحصول على الطاقة الكهربائية من مساقط المياه على السدود التى سيبلغ عددها 168 سدا بحلول عام 2021. وتسعى البرازيل إلى توفير الطاقة لمشروعات التصنيع التى تخطط لها لتكون البرازيل خامس أكبر اقتصاد فى العالم فى غضون سنوات قليلة. وتتكلف خطة بناء السدود 150 مليار دولار ترى الحكومة البرازيلية أنها استثمار فى محله.
سد بلومونت - حوض الأمازون - ألتاميرا - ثالث أضخم سد فى العالم
ورغم حماس البرازيليين لمشاريع الطاقة المائية، والتى يرى ساستها وخبراؤها، وعلى رأسهم رئيسة البلاد "ديلما روسف" التى شغلت منصب وزيرة الطاقة فى الحكومة السابقة، أنها أفضل وسيلة للحصول على الطاقة التى تحتاج البلاد زيادتها بنسبة 50% فى العشر سنوات المقبلة، تلاقى هذه المشروعات معارضة وانتقادات شديدة من جهات دولية تعنى بالمحافظة على البيئة.
ويرى خبراء عالميون أن مشروعات الأمازون من شأنها تغيير البيئة الطبيعية وإغراق ملايين الأشجار فى الغابات الاستوائية البرازيل مع تحويل مجرى نهر الأمازون، ثانى أطول أنهار العالم بعد نهر النيل، فى مساحة قدرها 2500 ميل مربع، وبذلك تقضى على أكبر رئة تمد الكرة الأرضية بالأكسجين، علاوة على القضاء على أنواع كثيرة من الكائنات تساهم فى التوازن البيئى فى المنطقة. لكن روسف ترى أنه من المنطقى أن تعتمد البرازيل على الطاقة المائية لتحقيق النمو المطلوب لبلادها حيث أن البرازيل تتمتع بثروة مائية هائلة.
حوض الأمازون - البرازيل
ومن الخبراء من يقترح بدائل كاستغلال الرياح والطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء بدلا من تقنيات الخمسينات التى عزف العالم عن الأخذ بها مع ظهور بدائل الطاقة الحديثة. كما هاجم البعض مشروعات السدود من وجهة نظر سياسية تقول إن مشروعات كهذه تعتمد على حكم دكتاتورى يصمم على ما يراه غير آخذ فى الاعتبار حقوق الأفراد المضارين ولا قوانين حماية الطبيعة، ولا حقوق الأجيال القادمة التى ستعانى من أعباء ديون التمويل.
وهناك أيضا من يقترح قيام الدول الغنية بتمويل المشروعات البديلة لإثناء البرازيل عن عزمها، بهدف تفادى حدوث كارثة بيئية ربما تضر بالحياة على الكوكب بأكمله. لكن روسف تقول أن البرازيل قد جربت كل شيء وأن نصف مشروعات الطاقة لديها تعتمد على موارد غير ضارة بالبيئة بشهادة مراكز المراقبة العالمية، وأن الفوائد التى ستعود على البلاد والسكان لا يمكن التضحية بها، خاصة أن هناك من ستدخل الكهرباء منازلهم لأول مرة، وأن منازل جديدة ستبنى للمهجرين فى المناطق التى ستغمرها مياه السدود، وأن 200 مليون برازيلى يحتاجون للطاقة يؤيد غالبيتهم مشروعاتها