أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية استحواذها على قناة الأميركية المشفرة "كارانت CURRENT" المملوكة لنائب الرئيس الأمريكى السابق "آل جور" لإضافة قناة إخبارية جديدة إلى قنواتها باسم "الجزيرة أميركا" خلال الأشهر الثلاثة القادمة ، وتتخذ من مدينة نيويورك مقرا لها ، سعيا إلى إيجاد حضور إعلامى قوى داخل الولايات المتحدة الأمريكية. وقناة "كارانت" أسسها "آل جور" قبل سبع سنوات ، وتغطى مجالا إعلاميا بنحو 50 مليون مشترك. وتخطط شبكة "الجزيرة" الإعلامية المملوكة للحكومة القطرية لتوسيع نطاق عمل شبكتها الحالية في الولايات المتحدة ، بينما عليها أن تعمل على تحرير الانطباع السلبى عن القناة الذى ترسب لدى الأمريكيين بسبب إتاحتها لصوت زعيم القاعدة السابق "أسامة بن لادن" ، والتوتر بينها وبين الحكومة الأمريكية على خلفية اتهامها للحكومة الأمريكية بالقصف المتعمد لمقراتها أثناء حرب العراق.
ويبدو أن هناك ثمة تفاهم بين الجزيرة والقناة الأمريكية ذات الميول الديمقراطية حول السياسات العامة للعمل الإعلامى ، إذ أعلن مالك القناة "آل جور" وشريكه "جويل هيات" عن بيع قناتهما التلفزيونية لشبكة الجزيرة، جاء فيه أن "من أهداف "كارانت ميديا" أن تمنح أولئك الذين لا يُسمع صوتهم بانتظام صوتاً، وأن تقول الحقيقة للسلطة، وأن تعرض وجهات نظر مستقلة ومتنوعة، وأن تنقل الأخبار التي لا تنقلها وسيلة أخرى". وأن "الجزيرة مثل كارانت تعمل من أجل نفس الأهداف، وتؤمن بأن نقل الوقائع وقول الحقيقة يُفضيان إلى فهم أفضل للعالم من حولنا".
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" خبر شراء شبكة الجزيرة لقناة "كارانت" مشيرة إلى أنه باستثناء بعض موزعي خدمة تلفزيونات الكبل والتلفزيونات الفضائية في نيويورك وواشنطن، فإن غالبيتهم ظلوا يرفضون بث برامج قناة الجزيرة الإنجليزية ضمن باقاتهم منذ إنشائها عام 2006. وأضافت "بينما دأب مسئولو البيت الأبيض ونواب الكونجرس على مشاهدة قناة الجزيرة خلال احتجاجات الربيع العربي عام 2011، قام الأميركيون العاديون بمتابعتها على الإنترنت. يذكر أنه لا توجد قيود قانونية فى الولايات المتحدة على امتلاك الأجانب للقنوات المشفرة بينما يحظر ذلك على القنوات المفتوحة.
وتعلق مجلة "بلومبرج" الاقتصادية الدولية على نبأ الصفقة بقولها "إن الصفقة أتاحت للمالك آل جور وشركائه الفوز بربح صاف قدره 440 مليون دولار بالنظر إلى قيمة القناة السوقية المنخفضة ، وانخفاض عدد مشاهديها بسبب التخبط فى البرامج وانعدام الاحتراف إلى 42 ألف مشاهد فقط عام 2012 ، ولكنها ربما احتفظت بعدد المشتركين الذى يصل إلى 50 مليون نظرا للتسامح المالى الذى تتمتع به الفئات القادرة والتى تعتبر اقتناء قنوات مشفرة جزءا من حياتها العادية. وتضيف المجلة ساخرة "يجب تقديم التهانى إلى أصحاب القنوات المشفرة مادامت قيمة القنوات الفاشلة قد ارتفعت إلى هذا الحد"