الجمعة، 7 ديسمبر 2012

مصر: مرسى يدعو للحوار لمحاولة احتواء غضب الشعب

الجارديان/ بعد صمت طال منذ ثورة مئات الآلاف فى ميدان التحرير ومحافظات مصر ضد الإعلان الدستورى إلى حصار الجماهير للقصر الرئاسى إلى سقوط قتلى وجرحى أثناء المواجهات العنيفة حول القصر بين أتباع الرئيس ومعارضيه ، ألقى الرئيس محمد مرسى خطابا أمس اتهم فيه المحتجين بأنهم يعملون لخدمة بقايا النظام السابق ، وهدد بأنه لن يسمح أبدا لأحد بالعمل ضد حكومته "الشرعية". ودعا الرئيس فى خطابه إلى "حوار شامل وبناء" مع المعارضة ، وقال إن الاستفتاء على الدستور المعترض عليه ، وهو لب الأزمة ، سيمضى كما قرر له فى 15 ديسمبر رغم مطالب المعارضة بتأجيل الاستفتاء لحين تحقيق التوافق عليه من كافة التيارات والفئات ، كما رفض الرئيس سحب إعلانه الرئاسى الذى أصدره فى 22 نوفمبر ومنح نفسه فيه سلطات مطلقة بتحصين قراراته ضد القضاء ، والذى تسبب فى اندلاع موجة عارمة من الاحتجاجات
 رغم هذا رفض قادة المعارضة الدعوة إلى الحوار. وقال محمد البرادعى المنسق العام للجبهة أن باب الحوار مع مرسى قد أغلق بعد أن سالت دماء المصريين أمام قصر الرئاسة يوم الأربعاء ، ودعا المصريين إلى الخروج فى كل ميادين مصر. ويتهم معارضو مرسى الرئيس بأنه يكرس لدكتاتورية جديدة ، بينما يصر الرئيس على أن قراراته ضرورية لمنع المحاكم من تعطيل مشروع الدستور الذى تحتاجه عملية التحول السياسى ، بينما يرفع الثوار شعارات الثورة ويهتفون بهتافاتها الشهيرة ضد مبارك "الشعب يريد إسقاط النظام" و"إرحل". ويقول أحد الثوار "إن الإخوان يريدون السيطرة على كل شيء ، وبالقوة ، وأن يفعلوا ما يريدون وليذهب من عداهم إلى الجحيم"
وتصر المعارضة على أن الحوار الذى دعا إليه مرسى للخروج من الأزمة لا يمكن أن يتم قبل سحب الإعلان الرئاسى وتأجيل الاستفتاء على الدستور ، وتنتقد مسودة الدستور بسبب محتواها وللطريقة التى تم بها إعدادها على عجل من قبل الجمعية التأسيسية التى تفتقر إلى أصوات الليبراليين والأقليات الذين انسحبوا احتجاجا على العديد من موادها ، كما تنتقد افتقارها إلى حماية المرأة والأقليات والحريات المدنية وحرية التعبير ، ويقول مراقبون أنه بينما يحاول مرسى تدعيم سلطته يخشى كثيرون أن تكون هناك أجندة خفية فى جعبة الإخوان المسلمين
 وذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد اتصل بالرئيس مرسى ليعرب له عن "قلقه العميق إزاء سقوط قتلى وجرحى بين المحتجين" مؤكدا أنه "على جميع القيادات السياسية فى مصر توجيه مؤيديهم إلى أن العنف غير مقبول" ، ورحب الرئيس الأمريكى بدعوة مرسى للحوار مع المعارضة ، لكنه شدد على أن أى حوار يجب أن يكون دون وضع شروط مسبقة ، وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد حثت قادة جبهة الإنقاذ المعارضة أيضا على الاشتراك فى الحوار دون شروط
وفى محيط القصر الرئاسى انسحب أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين عسكروا أمام القصر بعد إمهالهم من قبل الحرس الجمهورى ساعات لرحيلهم ، بينما سمح لبعض المحتجين بالتواجد على مقربة من القصر أمام حواجز من الأسلاك الشائكة وحراسة الدبابات
وتعد مواجهات الأربعاء هى الاسوأ بين الأحداث العنيفة التى شهدتها مصر بعد ثورة 25 يناير ، حيث أنها تحدث بين مدنيين بالآلاف على كل جانب وتنذر بمزيد من الانقسام والعنف ، وقد بدأت مواجهات يوم الأربعاء بعد ما أعلن حزب الحرية والعدالة أن مؤيدى الرئيس فى طريقهم إلى قصر الرئاسة حيث يتواجد المعارضون ، وعند وصولهم تحول محيط القصر إلى ما يشبه ساحة الحرب ، وأعلنت مصادر رسمية أن عدد المصابين 350 مصابا
ويذكر أن المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فى جنيف نافى بيلاى قد حثت السلطات المصرية على حماية المحتجين السلميين مذكرة الحكومة المصرية بأنها جاءت إلى الحكم على ظهر احتجاجات مماثلة والأحرى بها أن تستشعر الحاجة إلى حماية حق المحتجين فى حرية التعبير والتظاهر السلمى