واصل الرئيس عبدالفتاح السيسي طريقه إلى إثيوبيا في زيارة رسمية بعد توقيع اتفاق سد النهضة في العاصمة السودانية الخرطوم أمس، في مهمة خاصة لحل المشكلات بين مصر وإثيوبيا وبحث سبل التعاون بين البلدين. وعقد السيسي لقاء مع الرئيس الإثيوبي مولاتو تشومي الذي أكد على فتح صفحة جديدة للعلاقات مع مصر تقوم على بناء الثقة وتحقيق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة، وتعزيز التعاون في كافة المجالات. وأكد السيسي حرص مصر على التعاون والتنسيق الفعال مع إثيوبيا لما فيه صالح الشعبين.
وقدم الرئيس الإثيوبي عرضا حول فلسفة بناء سد النهضة لتوليد الكهرباء في المقام الأول، بدلا من الاعتماد على القطع الجائر لأشجار الغابات، وأكد أن بلاده ملتزمة بعدم التأثير على حصة المياه المتدفقة إلى دول المصب. وأكد السيسي أن مصر تتمنى الخير للجميع، وأضاف أنه يلزم ترجمة حسن النوايا إلى اتفاقيات ملزمة تزيل القلق، وتترك إرثا من التفاهم والتعاون المشترك لأجيال المستقبل من شعوب الدول الثلاث. وأضاف الرئيسان إلى أعمال القمة اهتمام البلدين المشترك باستقرار الأوضاع الإقليمية ومحاربة الإرهاب. وفي ختام الزيارة دعا السيسي الرئيس الإثيوبي إلى زيارة مصر لحضور افتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس القادم، كما اتفق الطرفان على عقد لقاء قمة بصفة سنوية.
ويعد ملف سد النهضة من أكثر الملفات تعقيدا بين المشكلات التي تواجهها الحكومة المصرية خاصة في ظل قطيعة دامت 30 عاما بين مصر وإثيوبيا، والأثر السلبي الذي تركته محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا، ثم فشل القيادات اللاحقة في التعامل مع القضايا العالقة مما هدد باشتعال الحرب ين البلدين. ويضاف هذا التحول الكبير في العلاقات بين مصر وإثيوبيا في طريق حل مشكلة سد النهضة المعقدة إلى سجل إنجازات الرئيس السيسي على المستوى المحلي والدولي والتي استطاع إنجازها في وقت قياسي، كان آخرها نجاح المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ. كما يظهر قدرته على حل المشاكل برؤية واضحة تجد قبولا لدى جميع الأطراف ولدى الشعب المصري الذي انتخبه قبل أي طرف آخر.