أعلنت مصر وقبرص واليونان اتفاقا أطلق عليه "إعلان القاهرة" في ختام مباحثات قمة الدول الثلاث بالقاهرة هذا الأسبوع بتمثيل رئاسي جمع كل من عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ونيكوس أناستاسيادس، رئيس جمهورية قبرص، وأنتونيس ساماراس، رئيس وزراء الجمهورية اليونانية. واهتمت القمة بالقضايا الإقليمية، وفي مقدمتها محاربة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والتعاون الثلاثي فيما بين الدول الثلاث.
ودعا البيان لبدء عهد جديد من المشاركة في جميع المجالات انطلاقا من الروابط التاريخية والثقافية القوية التي جمعت بين حضارتين عظيمتين. وأكد الإعلان على أهمية احترام القانون الدولي والمساواة بين الدول في السيادة، والحفاظ على وحدة أراضيها، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وحل الخلافات بالطرق السلمية، ودعم العلاقات بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي. وأشار البيان إلى أن الصراع العربي الإسرائيلي يظل أكبر تهديد حقيقي لأمن المنطقة، بالإضافة إلى المعتقدات القائمة على التطرف والطائفية، وخطرها على تماسك تفكك النسيج الاجتماعي، ومفهوم الدولة بما يهدد السلام الدولي والإقليمي، ويعيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يستوجب مساندة مصر في حربها ضد الإرهاب.
كما دعا البيان إلى ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط، يستند إلى قرارات مجلس الأمن، وإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة منذ 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقي، لتجنب تكرار الحروب والدمار. وأدان البيان نشاطات القوى الإرهابية بالمنطقة ودعا كافة الدول لمواجهة هذا الخطر. وأعرب المجتمعون عن قلقهم بشأن الأوضاع في ليبيا بينما تركزت جهود التحالف الدولي في العراق وسوريا، وضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة لوقف العنف والقتال، وبدء حوار سياسي شامل وفقا لمبادرة دول جوار ليبيا بالقاهرة في 25 أغسطس 2014.
واعتبر البيان أن اكتشاف مصادر للطاقة في شرق المتوسط يمكن أن يمثل حافزا للتعاون على المستوى الإقليمي، ودعا إلى اِستئناف المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية. وبشأن قبرص أكد البيان على احترام الحقوق السيادية لجمهورية قبرص على منطقتها الاقتصادية الخالصة، ودعا تركيا إلى التوقف عن جميع أعمال المسح الجارية في المناطق البحرية لقبرص، ودعا إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة للمشكلة القبرصية، توحد الجزيرة وفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
واختتم البيان بإعلان التزام الدول الموقعة بتعبئة كل قدراتها لدعم مصالحها وقيمها المشتركة، وإنشاء آلية للتشاور الثلاثي فيما يحقق مصلحة شعوب الدول الثلاث والمنطقة بأسرها.