الأحد، 14 سبتمبر 2014

الإخوان وداعش في مرمى التحالف ضد الإرهاب

بعد نجاح ضغوط مصر ودول الخليج في فرض بعض شروطها للمصالحة مع قطر باستجابة قطر لطلب طرد عدد من قيادات الإخوان من أراضيها، تجد جماعة الإخوان نفسها في مرمى التحالف الدولي ضد الإرهاب، خاصة أن ترحيل قطر لقيادات إخوانية جاء بعد ضغوط من الإدارة الأمريكية لتوحيد الصفوف في مواجهة تنظيم داعش في العراق. وخلال لقائه بوزير الخارجية الأمريكي دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ضرورة أن يكون أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب تحالفا شاملا لا يقتصر على مواجهة تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها، ولكن يمتد ليشمل كافة البؤر الإرهابية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في إفريقيا.

ويمثل القرار القطري محاولة للتهدئة مع القاهرة، والتي توترت عقب استضافة قطر لعدد من رموز الإخوان منذ أكثر من عام وكذلك مع دول الجوار التي أعلنت التنظيم جماعة إرهابية. وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن ضغوطًا سعودية وأمريكية وراء قرار قطر الأخير بإبعاد 7 مصريين من قيادات جماعة الإخوان، ورحبت بالقرار بوصفه "خطوة جيدة" في طريق توقف قطر عن الإضرار بالأمن القومي المصري بإنهاء دعمها المادي للجماعات المتطرفة.

وأكد السيسي، خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، صحة التقديرات المصرية إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة حاليا، منوها بأهمية تدارك الأبعاد الجديدة التي بدأت تطرأ على صراعات المنطقة، والتي تستهدف تأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية، وهي الصراعات الناجمة عن تهميش بعض المذاهب أو الطوائف وإقصائها، معربا عن أمله في أن تتمكن الحكومة العراقية الجديدة من تحقيق التوازن والشمول بين كافة أطياف الشعب العراقي. كما حذر الرئيس المصري من تبعات انخراط المقاتلين الأجانب في بعض دول الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، لاسيما سوريا والعراق، ودورهم في تأجيج الصراع من جهة، فضلا عما يمثلونه من خطر حال عودتهم إلى دولهم الأصلية.
وأكد الوزير الأمريكي خلال اللقاء أن مصر تعتبر "مفتاح منطقة الشرق الأوسط"، وأن علاقات الولايات المتحدة بمصر علاقات صداقة قوية وحقيقية يتعين العمل على تعزيزها واستمراريتها، وهي علاقة تصب في مصلحة الطرفين المصري والأمريكي. وقال كيري إن واشنطن سوف تسلم مصر 10 طائرات أباتشي لدعم الجيش في مواجهة الإرهاب، في ضوء ما تواجهه مصر من تهديدات من قبل المتطرفين في سيناء، مشيرا إلى أن مصر تقوم بدور حاسم في تعزيز المواجهة الفكرية لتنظيم داعش، التي تدعي أنها تحارب بالنيابة عن الإسلام، لكنها ليس لها علاقة بالإسلام . وأشار كيري إلى أن المجتمع الدولي يتطلع إلى الدور الكبير لمصر في مقاومة ونبذ الأيديولوجيات المتطرفة، مؤكدا أن مصر والجامعة العربية تدعمان التحالف ضد الإرهاب، وأن الجماعات الإرهابية مثل داعش ليس لها مكان في المجتمع الحديث .

وترددت أنباء عن احتمال لجوء القيادات المطرودة إلى دول أخرى مثل تركيا وتونس وماليزيا وليبيا والسودان، وكذلك بريطانيا التي لا ترتبط باتفاقية تبادل للمطلوبين مع مصر. لكن هناك أنباء أيضا عن قرار تركي مماثل بترحيل قيادات الجماعة من الأراضي التركية. بينما يتوقع أن يعرض راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة والقيادي البارز بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، على قيادات الجماعة الهاربين من مصر للتواجد فى تونس والتجمع بها بدلا من تركيا وقطر، حيث يكونون في رعاية حركة النهضة، وهي الفرع التونسي للتنظيم الدولي. وربما يلجأ بعض قيادات الإخوان إلى ليبيا حيث يتواجد حزب العدالة والبناء الإخواني.

وقال باحثون في شئون حركات الإسلام السياسي إن طرد القيادات الإخوانية من قطر يأتي ضمن خطة إخوانية لنقل آلاف من أعضاء التنظيم إلى أوربا للاختباء بها وتوطينهم فيها، وأن ترحيل قطر لقيادات إخوانية جاء بعد ضغوط من الإدارة الأمريكية لتوحيد الصفوف في مواجهة تنظيم داعش في العراق. وقال خالد الزعفراني المنشق عن جماعة الإخوان، إن طرد الإخوان من قطر له أثر نفسي هائل على الجماعة وبداية حقيقية لانهيارها، مؤكدًا أن قطر طردت مجموعة أخرى من الإخوان قبل 4 شهور، وأن جماعة الإخوان قد تراجع أفكارها بعد طردهم وفشل مظاهراتهم
وكانت تصريحات الإنتربول المصري قالت إنهم لم يتلقوا أية خطابات رسمية من قطر بشأن قراراها بإبعاد 7 من قيادات الإخوان من أراضيها. مشيرة إلى أن الشرطة على استعداد للتعامل الفورى فور تليقها أى خطاب رسمي.
وأوضح جهاز الإنتربول المصري أنه سيتعامل مع قرار الإبعاد بالطريقة القانونية بالتنسيق مع الإنتربول الدولي. وترتبط مصر باتفاقيات لتسليم المجرمين مع 24 دولة أجنبية و13 دولة عربية تتيح للدول تبادل وتسليم المجرمين. كما وقعت مصر اتفاقية منع ومكافحة الفساد ومنع تهريب الأموال الدولية عام 2004 والتي تقضى بجواز الرجوع إلى الاتفاقية الدولية التي تقر التسليم بناء على الاتفاقية الدولية الجماعية دون الحاجة إلى اتفاقية ثنائية.

وأعلن وزير الداخلية المصري، محمد إبراهيم، الأحد، أن القاهرة تتوقع رحيل المزيد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين من قطر. وأكد أن مصر ستعمل على ملاحقة القيادات المطلوبة عبر الشرطة الدولية "الإنتربول". بينما قال ، وهو القيادي الإخواني إبراهيم منير بارز المقيم في لندن، لوكالة "رويترز" أن الإجراء القطري لا يعني انقطاع العلاقات بين قطر والجماعة. وأضاف أن من بين الأسماء التي طلب منها مغادرة الدوحة: عمرو دراج، الوزير السابق في حكومة مرسي، ومحمود حسين، عضو مكتب إرشاد الجماعة.
وطالب النائب العام المصري مكتب التعاون الدولي، باتخاذ إجراءات قانونية سريعة لمطاردة عناصر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الراحلين من قطر وأمر بمخاطبة الدول الهاربين إليها للقبض عليهم وطلب تجديد النشرة الحمراء لجميع الهاربين من أنصار عناصر تنظيم الإخوان لضبطهم.

وأكد عمرو دراج، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة أن هناك عددا من قيادات الإخوان سيغادرون قطر. والقيادات السبع الذين طالبتهم قطر بمغادرة البلاد هم "محمود حسين الأمين العام للجماعة، وعصام تليمة مدير مكتب الشيخ القرضاوي السابق، وحمزة زوبع المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، وعمرو دراج رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، وأشرف بدر الدين عضو مجلس الشعب السابق، والداعية الإخواني وجدي غنيم، وجمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف السابق والقيادي بالجماعة.

الداخلية المصرية: لم نتلق إخطارا بطرد الإخوان من قطر
من جهة أخرى قال اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية للأمن العام، إن الجيش والشرطة أخذا حق الشهداء اليوم، بتصفية 7 من أخطر عناصر أنصار بيت المقدس، وتابع "شفيق" خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "الحياة" مساء الأحد، أن العملية استغرقت يومين، وأن التحريات أكدت أن المتهمين قاموا بارتكاب 11 حادثًا إرهابيا أبرزها الفرافرة وتفجير مديريتي أمن القاهرة والدقهلية، وتم التأكد من أن العناصر الذين تم تصفيتهم هم من جماعة أنصار بيت المقدس ومطلوبين في قضايا إرهابية ومشاركين في بؤر مسلحة.
وتعليقا على طرد قطر لقيادات الإخوان، أكد أنه تم تجديد النشرة الحمراء لملاحقة 28 من قيادات الإخوان الفارين إلى قطر وغيرها، وأنه لا يوجد بيان رسمي صادر عن الخارجية القطرية يؤكد أن قطر قامت بطرد الإخوان منها بالفعل، كما أن الإنتربول لم يتلق إخطارا رسميا من قطر بطردهم.

ويشارك وزراء خارجية نحو 30 دولة في مؤتمر، الاثنين، بالعاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان “السلام والأمن في العراق" بحضور الدول الخمس دائمة العضوية والأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي السعودية والإمارات وقطر والكويت ومصر والأردن ولبنان وتركيا، ويرتب المؤتمر لوضع آليات مكافحة تنظيم "داعش"، بعد نجاح مؤتمر جدة الذي ضم دول المنطقة والولايات المتحدة، وأكدت الدول العربية المشاركة فيه أهمية مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية في العالم، وقد أعلنت كل من مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا في وقت سابق. وأيد هذا الاتجاه نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني في تصريحات مؤخرا، في ذكرى مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001، قال فيها إن الإخوان هم أصل ومنبع جميع الحركات المتطرفة الإسلامية في العالم كله، داعيا إلى التخلص منها