الأحد، 17 مارس 2013

اكتشاف آثار المعارك بين مصر والهكسوس فى سيناء

قاد اكتشاف أثري في سيناء إلى دلائل على ضخامة الجيش المصري القديم وشراسة المعارك التي دارت بين الدولة الفرعونية والهكسوس. كما أشار إلى وقوع تسونامي في المنطقة قبل 3500 عاماً.
أحمس الأول
كشفت بعثة لوزارة الآثار المصرية عن مبان إدارية ضخمة محصنة تعود إلى عصر الهكسوس، تتكون من طابقين وعدة صالات وحجرات مبنية من الطوب اللبن بموقع تل حبوة، على بعد 3 كم شرق قناة السويس بمنطقة القنطرة في شمال سيناء، وفق تصريحات محمد إبراهيم وزير الآثار المصري. وأشار الوزير، في بيان له السبت 16 مارس، إلى أنه تم اكتشاف هياكل آدمية وحيوانية من عصر الهكسوس داخل تلك المباني، وأن العديد من الهياكل الآدمية وجدت مطعونة برؤوس السهام والحراب، في دليل على المعارك الحربية التي دارت في الموقع بين الجيش الفرعوني بقيادة الملك أحمس الأول والغزاة الهكسوس حتى تم طردهم من مصر.
آثار حرب الهكسوس
كما أضاف الوزير في البيان أن البعثة كشفت أيضاً ''عن عدد من مخازن الجيش المصري وصوامع للغلال، بعضها دائري يبلغ قطره أربعة أمتار وأخرى مستطيلة أبعادها 30 متراً، وقدرت كمية الغلال التي تحتويها بأكثر من 280 طناً، مما يشير إلى ضخامة أعداد الجيش في عصر الدولة الفرعونية الحديثة.
آثار تسونامي قبل 3500 عام
وكشفت البعثة أيضاً عن بقايا مخلفات بركانية لقطع من بركان سان توريني في البحر المتوسط، الذي أحدث تسونامى العالم القديم منذ ما يقرب من حوالي 3500 عام وتسبب في غرق جزء كبير من سواحل سيناء والدلتا وعدد من المدن الأثرية، منها منطقة تل حبوة المعروفة قديما بقلعة ثارو.
تنوي السلطات المصرية تحويل موقع تل حبوة إلى متحف عسكري مفتوح لتشجيع السياحة في محور قناة السويس تأكيد لما ورد في البرديات ولفت البيان إلى أن الموقع سيتم إعداده كمتحف مفتوح للتاريخ العسكري على مساحة ألف فدان، ضمن مشروعات تطوير محور قناة السويس سياحياً. وقال الدكتور محمد عبد المقصود، نائب رئيس قطاع الآثار المصرية ورئيس بعثة الحفائر بشمال سيناء، إنه كشف عن بقايا حريق ضخم للعديد من المباني التي أحرقت بالمدينة أثناء المعركة، مما يؤكد ما جاء في بردية ''رايند'' المحفوظة بالمتحف البريطاني، بأن ملك مصر أحمس الأول قام بالهجوم على قلعة ثارو بتل حبوة ودخل المدينة وحاصر بعد ذلك عاصمة الهكسوس أفاريس في منطقة تل الضبعة بمحافظة الشرقية، على بعد 50 كيلومتراً من تل حبوة.
وكانت قلعة ثارو مركز قيادة الجيش في عصر الدولة الفرعونية الحديثة ومقراً ملكياً لفراعنة مصر ومركزاً للقيادة العسكرية وتجميع الجيوش التى خرجت من مصر لتأمين الحدود، ولذلك أقيم بها أربع قلاع ضخمة وأسوار من الطوب اللبن وخنادق وموانع مائية ومنحدرات حول الأسوار لمنع تسلقها، وكذلك أسوار مزدوجة يتراوح سمكها بين 8 و14 متراً، وبلغت مساحة أكبر القلاع المكتشفة 300 متر في 600 متر، مدعمة بعدد كبير من الأبراج.

وأحمس الأول هو أول فرعون في الدولة الفرعونية الحديثة، ومؤسس الأسرة الثامنة عشرة، وعرف عنه أنه طارد الهكسوس من مصر، بعد احتلالهم لشمال مصر (الوجه البحري) لعشرات السنين، وواصل مطاردتهم حتى أرض فلسطين
تولى أحمس الحكم وعمره 16 عاما وهو إبن الملك سقن رع الذي بدأ كفاح مصر لطرد الهكسوس وقتل فى العمليات الحربية ضدهم، وبدأ حكمه بعد أخيه كامس الذي استكمل عملية طرد الهكسوس بعد وفاة أبيه، لكن إخراجهم نهائيا كان على يد أحمس فى العام الخامس من حكمه الذي استمر 25 عاما