الأحد، 27 أكتوبر 2013

أزمة أوربية أمريكية بسبب فضيحة التجسس الأمريكي

ف ب/ تسببت التسريبات حول التجسس الأميركي على أوربا، في إرباك القمة الأوروبية التي بدأت الخميس في بروكسل، وهيمن عليها الخلاف مع الأميركيين حول التجسس الذي استهدف المستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وكشفت صحيفة "جارديان" أن وكالة الأمن القومي الأميركية المتورطة في عمليات تنصت في فرنسا والبرازيل والمكسيك، تنصتت أيضاً على 35 مسئولاً حول العالم.
ورداً على ذلك، أعلنت باريس وبرلين، الخميس، إطلاق مبادرة مشتركة للتباحث مع الولايات المتحدة وإيجاد أرضية تفاهم بحلول نهاية العام حول قضايا التجسس، وفق ما أعلن رئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبي، الذي أفاد بأن "مجمل 28 دولة قد وافقت عليها"، مشيرا إلى أنه بإمكان دول أخرى أن تنضم إلى هذه المبادرة التي طلبت "توضيحات" من واشنطن حول عمل أجهزتها الاستخباراتية.

وقال فان رومبي خلال مؤتمر صحفي "لنا علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وموقفنا هو أن الشراكة يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والثقة". وأضاف أن "فرنسا وألمانيا تريدان إجراء اتصال ثنائي مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى تسوية قبل نهاية العام"، حول نشاطات أجهزة المخابرات، وأنهما يجب أن يتوصلا إلى حل. وذكر رومبي أيضا أن القادة الأوروبيين "أشاروا إلى أي حد أصبحت المخابرات عنصرا حيويا في التصدي للإرهاب، وهذا الأمر يطبق على العلاقات بين الدول الأوروبية وعلى العلاقات مع الولايات المتحدة"، موضحا أن "أي فقدان للثقة من شأنه أن يضر بالتعاون في مجال المخابرات".

انتقادات من ألمانيا وفرنسا وأسبانيا وبلجيكا
وكانت برلين أعلنت الأربعاء أن هاتف المستشارة أنجيلا ميركل تعرض للمراقبة من قبل المخابرات الأميركية. وقالت ميركل للرئيس الأميركي باراك أوباما في اتصال هاتفي إن "التجسس بين الأصدقاء غير مقبول" فيما طالب قادة آخرون من الاتحاد الأوروبي معرفة الحقيقة كاملة.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال مؤتمر صحفي منفرد "إنها مسألة لن تتوقف وقد يتم كشف عمليات تجسسية أخرى"، مضيفاً أنه "من الملائم البدء فورا بإجراءات".
وقال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي إنه سيستدعي السفير الأميركي في مدريد ليطلب منه توضيحات حول عمليات التنصت على السلطات الإسبانية التي كشفت عنها الصحافة. وقال راخوي في مؤتمر صحفي في بروكسل إثر قمة أوروبية: "سنستدعي السفير الأميركي لنطلب منه معلومات حول هذه القضية". وبحسب تسريبات صحيفة "ال باييس" فإن وكالة الأمن القومي الأميركية تجسست على ما يبدو على العاملين وأعضاء الحكومة الإسبانية، وبينهم رئيس الوزراء الاشتراكي خوسيه لويز رودريجيز ثاباتيرو.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي، ايليو دي روبو: "يجب اتخاذ إجراءات"، مضيفاً أن القمة يجب أن تنظر "في اتخاذ إجراءات أوروبية".

وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية أكدت قبل ذلك في مواجهة غضب فرنسا والمكسيك إزاء الكشف عن التجسس الأميركي الواسع النطاق عليهما، أن المعلومات الصحفية بهذا الشأن "غير دقيقة ومضللة". وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية فإن وكالة الأمن القومي جمعت أكثر من سبعين مليون تسجيل لبيانات هاتفية خاصة بمواطنين فرنسيين. وجاءت هذه القضية بعد كشف المستشار السابق في وكالة الأمن القومي، إدوارد سنودن، عن النظام الأميركي الواسع النطاق لمراقبة الإنترنت والذي استهدف من ضمن ما استهدفه المؤسسات الأوروبية.

أوباما: أنتم أيضا تتجسسون
من جهته رد الرئيس الأمريكي أوباما على الانتقادات التي تواجهها بلاده قائلا لحلفائه الأوربيين: أنتم أيضًا تتجسسون.. دعونا نتحاور.. وسوف نقوم ببعض التغييرات في تعليق له على تقارير قيام وكالة الاستخبارات الأمريكية بالتنصت على اتصالات هاتفية لعدد من رؤساء الدول الأوروبية واللاتينية، ونشرت تعليقه شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وكشفت الوثائق السرية، التي قام الموظف السابق بوكالة الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن بتسريبها، عن عمليات تجسس قامت بها الوكالة على العديد من دول العالم، بما فيها دول حليفة للولايات المتحدة، في مقدمتها فرنسا وألمانيا، إضافة إلى المكسيك.
وكشفت الوثائق، التي نُشرت مؤخرًا في صحيفتي "جارديان" البريطانية و"دير شبيجل" الألمانية وغيرها، أن عمليات التجسس قد شملت أيضا مواقع الإنترنت والبريد الإلكتروني. وذكرت مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي ومكافحة الإرهاب، ليزا موناكو، في تصريحات للصحفيين، الجمعة، أن الرئيس أوباما أمر بمراجعة برامج التجسس. وتابعت المسئولة الأمريكية "مع الاحترام لشركائنا في الخارج، فإننا نريد أن نؤكد أننا نقوم بجمع المعلومات، لأننا في حاجة إليها، وليس بسبب أننا نستطيع ذلك".