الاثنين، 10 نوفمبر 2014

جماعة "أنصار بيت المقدس" تؤكد الانضمام لداعش

أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية الناشطة في سيناء انضمامها إلى تنظيم داعش في العراق والشام ومبايعة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وقالت أنصار بيت المقدس في كلمة مسجلة صوتياً أذيعت على "تويتر" "القسم الإعلامي لجماعة أنصار بيت المقدس يقدم كلمة صوتية بمبايعة "خليفة المسلمين" أبوبكر البغدادي وانضمامها إلى داعش".
وكان الجماعة قد نفت قبل أيام أنباء عن مبايعتها للدولة الإسلامية جاءت في بيان نسب إليها ونشر على موقعين آخرين، وقالت إنه لا صلة لها به وإنه لم ينشر في صفحتها على تويتر.
وتقوم الجماعة بنشاط إرهابي في شمال سيناء، وتتبع نفس أساليب القتل الوحشية التي ينتهجها تنظيم داعش في العراق وسوريا.

ويبدو أن الجماعة قد انقسمت على نفسها بشأن انضمامها لتنظيم داعش وهو ما يشير إليه ترددها في إعلانه بل ونفيه تماما قبل بضعة أيام، فهي من ناحية تخشى أن تصبح هدفا معلنا للتحالف الدولي ضد داعش، ومن ناحية أخرى فقد تم حصارها مؤخرا بواسطة الجيش المصري الذي وجه إليها ضربات متلاحقة أوقعت المئات، منهم خاصة بعد نجاح الجيش في إخلاء المنطقة من المدنيين وإعلانها منطقة عسكرية. وصدرت عن الجماعة بيانات "استغاثة" موجهة إلى تنظيم داعش الذي رد بإعلان تأييده للجماعة لكن دون تقديم مساندة كبيرة على الأرض. 

كما يبدو أن التنظيم قد اشترط على الجماعة إعلان مبايعتها له مقابل تقديم العون، رغم صعوبة ذلك في ظل إحكام الجيش المصري السيطرة على سيناء واستخدامه وسائل حديثة تمكنه من رصد عناصر الجماعات المسلحة واستهدافها بدقة. ومن ثم فإن إعلان تلك المبايعة هو الورقة الأخير في يد أنصار بيت المقدس خاصة أن استخدامها يضعها مباشرة في مرمى التحالف الدولي. 

وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد طلب من مصر الانضمام إليه وتقديم مساعدات ميدانية في القتال ضد داعش، لكن القيادة المصرية اشترطت أن تفرج الولايات المتحدة عن الطائرات الحربية التي أوقفت تسليمها لمصر، كما طلبت مساندة التحالف لمصر في حربها ضد الجماعات الإرهابية في سيناء باعتبار الجماعات المسلحة كلها تنظيما واحدا عابرا للحدود، والتعامل مع جماعات سيناء على أنها جزء منه يستلزم نفس المواجهة. 
ورغم ما قد يوحي به انضمام أنصار بيت المقدس إلى داعش من استقواء بتنظيم أقوى عددا وعتادا، فإن المعطيات الواقعية تقول بأن الرابح في هذه الصفقة هو الدولة المصرية، حيث تستطيع مصر الآن كسب دعم التحالف الدولي ضد تنظيمات سيناء. كما أنه يحمل تأكيدا بأن الأوضاع على الأرض حاليا هي في الواقع في صالح الجيش المصري، وأن مسلحي سيناء قد فقدوا السيطرة على أماكن تمركزهم، فضلا الخسائر الكبيرة في الأفراد والمعدات ومخازن الذخيرة، إلى جانب إغلاق طرق الإمداد والتموين خاصة عبر الأنفاق التي تم تدمير معظمها، ويعد الانضمام لداعش خطوة انتحارية يائسة.