أثار هروب الأمريكان بالجملة من اليمن مع صدور أوامر بترحيل الرعايا الأمريكيين من اليمن "فورا" عقب رصد مكالمات لقيادات القاعدة الإرهابية تنبيء عن احتمال شن هجمات على أهداف أمريكية، وإغلاق الولايات المتحدة سفاراتها في 21 دولة لنفس السبب، علامات استفهام كبيرة حول دور المبعوثين الأميركيين الذين يستأسدون في القاهرة دعما لجماعة الإخوان ومناصريهم من الجماعات الإرهابية.
ورغم الفزع الأمريكي من موجة إرهابية محتملة لم يشر أي من الدبلوماسيين والبرلمانيين الأميركيين من قريب أو بعيد إلى هجمات الإرهابيين في سيناء، وفي شوارع مصر، واقتصر حديثهم على مجرد إيجاد مخرج للإخوان من أزمتهم بعد سقوط حكمهم قبل شهر في مصر. وبلغ بعضهم حد الإعلان عن اقتناعهم بأن مصر شهدت انقلابا عسكريا وليس ثورة شعبية رغم عدم إقرار الإدارة الأمريكية ممثلة في البيت الأبيض ووزارة الخارجية بذلك الرأي.
كما لم يشر أي من الدبلوماسيين الأمريكيين إلى التقارير الموثقة التي أفادت تورط أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في تعذيب ممنهج لمواطنين مخالفين لهم في الآراء السياسية والتي كشفت عنها منظمة العفو الدولية مؤكدة امتلاكها لأدلة تثبت هذا التورط.
وتزامن وجود المبعوثين الأميركيين مع اكتشاف وثائق تشير إلى وجود قوائم اغتيال لعشرات من الشخصيات السياسية والعامة في مصر، وإلى خرائط تقسم مصر إلى 5 دويلات صغيرة منها اثنتان تحت حكم إسرائيل وواحدة تحت حكم الأقباط المسيحيين وإقليم نوبي جنوبي. وخرائط مثل هذه يستحيل تخطيطها من قبل الجيش المصري الموحد كما لا يمكن العمل عليها إلا من قبل جماعات مسلحة تنوي تقسيم البلاد بالقوة على غرار ما حدث في العراق وسوريا وليبيا والسودان، ولابد لها من دعم خارجي يرتبط بالضرورة بإسرائيل صاحبة المصلحة في تقسيم مصر،عدوتها الكبرى، وأي دولة عربية أخرى.
ولكن يبدو أن هؤلاء الأمريكان يتوقون إلى رؤية مصر مفتتة وإلى رؤيتها تنخرط في حرب أهلية كجيرانها قبل أن تتفتت حتى تشكل أي خطر على إسرائيل، ولا يهمهم من يحكم مصر إلا بقدر خدمته لذلك الحلم الإسرائيلي البغيض والذي تخدمه وتسانده وتخطط له دوائر أمريكية معروفة ومنذ سنوات طويلة. كما يبدو أن ثورة الشعب المصري ضد حكم الإخوان قد أطارت عقل الساسة الأمريكان فراحوا يكيلون الاتهامات للحكم المؤقت بأنه انقلاب عسكري، رغم تأييدهم للإطاحة بنظام مبارك والذي تسلم العسكريون السلطة مباشرة إثر سقوطه، بينما تولى السلطة بعد سقوط الإخوان سلطة مدنية أقرت خطة لانتخابات ديمقراطية بإشراف أي جهة دولية في غضون أشهر.
يتجاهل المبعوثون الأميركيون هذه الحقائق ويتناسوا دعمهم لإسقاط نظام مبارك لأنهم كانوا يخططون لتنصيب الإخوان على حكم مصر، وهم حليف الأمريكان ومتعهدهم في تنفيذ مخطط تقسيم الشرق الأوسط الجديد، والذي أعلنت عنه الإدارة الأمريكية منذ سنوات دون إعلان تفاصيله، إذ أن إنكار الإخوان لوحدة الأرض المصرية وقوميتها والذي يتماشي مع أفكارهم المعلنة بإمكان التنازل عن أراض مصرية هنا أو هناك لإقامة إمارات إسلامية تمهد لحلمهم في إقامة الخلافة، كما تجنبهم مواجهة جيش مصري قوي، ويتماشى أيضا مع المخطط الأمريكي لتقسيم العالم إلى دويلات لا تقوى على حماية نفسها فتقع فريسة سهلة للتهديد وللنفوذ والهيمنة الاقتصادية.
لكن التاريخ مليء بمخططات اكتملت وأخرى لم تتم، وصراعات انتهت ببناء إمبراطوريات وأخرى انتهت بالدمار والفناء أو على أقل تقدير، كما يعلمنا التاريخ البشري أن الإمبراطوريات تحيا وتموت مثل البشر أنفسهم، وكم من إمبراطورية عظمى توارت وأصبحت أحاديث .. فهل يعيد التاريخ نفسه مع أمريكا هذه المرة؟
كما لم يشر أي من الدبلوماسيين الأمريكيين إلى التقارير الموثقة التي أفادت تورط أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في تعذيب ممنهج لمواطنين مخالفين لهم في الآراء السياسية والتي كشفت عنها منظمة العفو الدولية مؤكدة امتلاكها لأدلة تثبت هذا التورط.
وتزامن وجود المبعوثين الأميركيين مع اكتشاف وثائق تشير إلى وجود قوائم اغتيال لعشرات من الشخصيات السياسية والعامة في مصر، وإلى خرائط تقسم مصر إلى 5 دويلات صغيرة منها اثنتان تحت حكم إسرائيل وواحدة تحت حكم الأقباط المسيحيين وإقليم نوبي جنوبي. وخرائط مثل هذه يستحيل تخطيطها من قبل الجيش المصري الموحد كما لا يمكن العمل عليها إلا من قبل جماعات مسلحة تنوي تقسيم البلاد بالقوة على غرار ما حدث في العراق وسوريا وليبيا والسودان، ولابد لها من دعم خارجي يرتبط بالضرورة بإسرائيل صاحبة المصلحة في تقسيم مصر،عدوتها الكبرى، وأي دولة عربية أخرى.
ولكن يبدو أن هؤلاء الأمريكان يتوقون إلى رؤية مصر مفتتة وإلى رؤيتها تنخرط في حرب أهلية كجيرانها قبل أن تتفتت حتى تشكل أي خطر على إسرائيل، ولا يهمهم من يحكم مصر إلا بقدر خدمته لذلك الحلم الإسرائيلي البغيض والذي تخدمه وتسانده وتخطط له دوائر أمريكية معروفة ومنذ سنوات طويلة. كما يبدو أن ثورة الشعب المصري ضد حكم الإخوان قد أطارت عقل الساسة الأمريكان فراحوا يكيلون الاتهامات للحكم المؤقت بأنه انقلاب عسكري، رغم تأييدهم للإطاحة بنظام مبارك والذي تسلم العسكريون السلطة مباشرة إثر سقوطه، بينما تولى السلطة بعد سقوط الإخوان سلطة مدنية أقرت خطة لانتخابات ديمقراطية بإشراف أي جهة دولية في غضون أشهر.
يتجاهل المبعوثون الأميركيون هذه الحقائق ويتناسوا دعمهم لإسقاط نظام مبارك لأنهم كانوا يخططون لتنصيب الإخوان على حكم مصر، وهم حليف الأمريكان ومتعهدهم في تنفيذ مخطط تقسيم الشرق الأوسط الجديد، والذي أعلنت عنه الإدارة الأمريكية منذ سنوات دون إعلان تفاصيله، إذ أن إنكار الإخوان لوحدة الأرض المصرية وقوميتها والذي يتماشي مع أفكارهم المعلنة بإمكان التنازل عن أراض مصرية هنا أو هناك لإقامة إمارات إسلامية تمهد لحلمهم في إقامة الخلافة، كما تجنبهم مواجهة جيش مصري قوي، ويتماشى أيضا مع المخطط الأمريكي لتقسيم العالم إلى دويلات لا تقوى على حماية نفسها فتقع فريسة سهلة للتهديد وللنفوذ والهيمنة الاقتصادية.
لكن التاريخ مليء بمخططات اكتملت وأخرى لم تتم، وصراعات انتهت ببناء إمبراطوريات وأخرى انتهت بالدمار والفناء أو على أقل تقدير، كما يعلمنا التاريخ البشري أن الإمبراطوريات تحيا وتموت مثل البشر أنفسهم، وكم من إمبراطورية عظمى توارت وأصبحت أحاديث .. فهل يعيد التاريخ نفسه مع أمريكا هذه المرة؟