الخميس، 22 أغسطس 2013

أمريكا الخاسر الأكبر بتعليق التعاون العسكري مع مصر

ا ش ا/ الأهرام/ رأت مجلة تايم الأمريكية أن بعد إعلان إدارة أوباما تعليق المساعدات العسكرية لمصر بشكل رسمي وفقا لما أكده السناتور باتريك ليهي رئيس اللجنة الفرعية للاعتمادات الخارجية في موقع الديلي بيست حيث اتفق كبار المشرعين الأمريكيين علي ضرورة التعليق المؤقت لمعظم المساعدات العسكرية لمصر،‏ ستواجه واشنطن عواقب سلبية وأضرارا لا حصر لها منها ترك الملعب لدول أخري لملء ذلك الدور وأبرزها روسيا والصين.
وأوضح جون والترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدراسات الدولية أنه إذا كان أوباما يحاول تغيير مسار الجيش المصري فهو خاطئ لأن تلك المساعدات ليست بلا مقابل فالولايات المتحدة الأمريكية تمنح تلك المساعدات لاستخدامها قناة السويس ولديها حقوق التحليق الذي يعطي الجيش الأمريكي القدرة علي التحليق فوق مجال مصر الجوي في الطريق إلي قواعدها في المنطقة وخاصة في دول الخليج.‏
ووفقا لصحيفة هافنجتون بوست الأمريكية فإن قطع المساعدات لن ينجز الكثير حيث يقول الخبراء إن دعم المملكة العربية السعودية لمصر وغيرها من الدول سوف يجعل المساعدات الأمريكية مجرد أضحوكة‏.‏

وهذا ما أكده إيزوبيل كولمان المحلل في مجلس العلاقات الخارجية حيث قال إذا كان أوباما يأمل في استخدام المساعدات كوسيلة ضغط للتأثير علي الجيش فإن الإستراتيجية الأمريكية هنا ليست واضحة ومريبة حيث أن الولايات المتحدة تخاطر بعلاقاتها مع الأردن والسعودية والإمارات والكويت تلك الدول النفطية التي تدعم وبقوة الجيش المصري بالإضافة إلي التأثير علي شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية التي تربح جراء تصنيع الأسلحة للمساعدات لمصر والعاملين بها وأهمها:
  1. شركة لوكهيد مارتن ‏259‏ مليون دولار
  2. شركة دي أر أس للتكنولوجيا ‏65.7‏ مليون دولار‏
  3. شركة إلـ‏3‏ كومينكيشن أوشن سيستميز ‏31.3‏ مليون دولار
  4. شركة ديلويت لونسليتنج ‏28.1‏ مليون دولار
  5. شركة بوينج ‏22.8‏ مليون دولار
  6. شركة رايثيون ‏31.6‏ مليون دولار
  7. شركة أوجستا وستلاند ‏17.3‏ مليون دولار‏
  8. شركة يو أس موتور وُركز ‏14.5‏ مليون دولار
  9. شركة جوود ريتش كورب ‏10.8‏ مليون دولار
  10. شركة كولومبيا جروب ‏10.6‏ مليون دولار‏
وفي تقرير نشره علي موقع "كومن دريمز" كتب "جاكوب تشامبرلين" استنادا إلي تقرير للإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" أنه في كل عام، يخصص الكونجرس الأميركي أكثر من مليار دولار لمساعدات عسكرية لمصر، لكن هذا المال لا يصل أبدا إلى مصر، بل إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، ثم إلى الصندوق الائتماني في وزارة الخزانة، وفي نهاية المطاف لمقاولي الجيش الأمريكي الذين يصنعون الدبابات والطائرات المقاتلة لإرسالها إلى مصر".

ومن جانبها رأت مجلة ذي نيويوركر أن قرارات أوباما تتزامن علي خلفية محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل والصراع في سوريا وتصاعد العنف في العراق وهو يواجه الكثير من التحديات الداخلية والمعارضة من الشعب الأمريكي لدعمه لنظام الإخوان في مصر، وأن ما يقوم به أوباما له عواقب بعيدة المدي في منطقة الشرق الأوسط بأكملها وسوف يؤثر علي محادثات السلام العربية الإسرائيلية وسوف يؤثر علي هيبة أمريكا ونفوذها في نزاعات دولية رئيسية‏.‏

ونقلت الصحيفة عن جوزيف ناي المحلل في كلية كينيدي في جامعة هارفارد، والذي رأي أن أوباما ينتهج أسلوب الهروب من الواقع في مصر وسوريا ودول أخري في الشرق الأوسط وليس لديه موقف متماسك تجاه المنطقة فهو يعتمد نهج عملي نفعي موضحا أن إدانة المجتمع الغربي للتطورات الأخيرة في مصر يثير تساؤلات خطيرة حول ما إذا كان قادة العالم يسحبون مصر إلي حرب طائفية بدعمهم لجماعة الإخوان في مصر‏.‏

جلوبال بوست: تعليق مساعدات مصر تدمير للمصالح الأمريكية
وحثت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية البيت الأبيض على ضرورة مواصلة تقديم المساعدات العسكرية لمصر وعدم تعليقها. وحذرت الصحيفة، في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني الأربعاء 17 يوليو، من أن تعليق المساعدات التي يبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار أمريكي في هذه المرحلة الحرجة قد يكون بمثابة الخطوة الأكثر خطورة وتمثل تدميرا ذاتيا للمصالح الأمريكية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، والتي ستحرم واشنطن أيضا من قدر كبير من نفوذها مع الجيش المصري وستؤكد على تخليها عن المشاركة في هذه اللحظة الأكثر أهمية للثورة المصرية.

وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تواجه معضلة دبلوماسية شبه مستحيلة تتمثل في كيفية تحقيق التوازن بين دعم العملية الديمقراطية في مصر، من جهة، مقابل مصلحتها الواضحة في الحفاظ على علاقاتها مع الجيش المصري، من جهة أخرى.
وتابعت "وبرغم من ذلك، فإن الإدارة ليس لديها خيار سوى المشاركة في الأزمة السياسة الراهنة في مصر"، وأكدت على أن الولايات المتحدة تحتاج للإبقاء على المساعدات في الوقت الراهن للحفاظ على علاقاتها القوية مع أي حكومة ستكون في السلطة، وذلك لثلاثة أسباب.
  • الأول أن المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر خصصت في الأصل للحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل والتي تعد حجر الزاوية في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، فالقيادة العسكرية المصرية هى مفتاح دعوة الاستمرار في سياسة السلام مع إسرائيل.
  • والثاني حاجة واشنطن الماسة إلى استمرار المساعدة المصرية لمواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة في المنطقة، الأمر الذي يعد من بين أولويات العسكرية المصرية
  • وثالثا ستحتاج واشنطن بالتأكيد مساعدة مصر لتقويض الجهود الإيرانية من توسع قوتها العسكرية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط. 
واختتمت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية تحليلها قائلة : "إن الدور الأمريكي في الشرق الأوسط تغير منذ بداية الثورات العربية منذ عامين ونصف عام، وبرغم أن واشنطن لم تعد قوة مسيطرة كسابق عهدها، إلا أنها لا تزال قوة هامة.