يمثل يوم 15 مايو 1948 أسوأ يوم في التاريخ العربي الحديث، وهو يوم إعلان إنشاء دولة إسرائيل.
القدس
حصلت إسرائيل على اعتراف دولي بقيام دولتها على أرض فلسطين وعلى حساب شعبها، وطرد نحو مليون فلسطيني من ديارهم ومزارعهم بالإرهاب المسلح، وهو اليوم الذي أسمي بيوم النكبة. ويوافق هذا العام الذكرى رقم 65 لتلك النكبة الي لم يفق منها العرب للآن. وفي عملية إنشاء إسرائيل التي رعتها حركة الصهيونية العالمية تم تدمير مئات القرى الفلسطينية وأطلقت عليها أسماء عبرية تعبر عن هوية المحتل اليهودي، وتم تهجير مئات الألوف اليهود في شتى أنحاء العالم إلى أرض فلسطين تحت سمع وبصر وبرعاية الدول الكبرى، ومن يومها دخلت المنطقة العربية فى صراع مع الدولة الإسرائيلية حتى اليوم.
شوارع القدس
ومع ذكرى النكبة تستمر إسرائيل في اعتقال أبناء فلسطين وسجنهم واغتيالهم بدم بارد، ومنذ عام 1948 تم تسجيل أكثر من 800 ألف حالة اعتقال. وللآن تعد إسرائيل دولة قائمة على احتلال أراضي الغير بالقوة، ولم تنعم المنطقة بما فيها إسرائيل بالسلام يوما، كما لم تفلح قرارات الأمم المتحدة الناشئة عن حروب لاحقة في تغيير سياسة إسرائيل تجاه الأراضي المحتلة أو الشعب الفلسطيني أو الدول العربية المجاورة.
وما زالت اسرائيل تفرض سياسة الأمر الواقع بإقامة المزيد من المستوطنات التي تفصل بين المدن والقرى الفلسطينية بصورة يستحيل معها إقامة أي كيان فلسطيني متواصل، وهي بذلك تهدف إلى السيطرة في النهاية على كامل الأرض الفلسطينية بعد تقطيعها إلى كيانات صغيرة يسهل قضمها، ومن ثم القضاء على أية آمال في وجود دولة فلسطينية مستقلة. هذا فضلا عن عملية تهويد القدس التي تجري على قدم وساق بإزالة المعالم العربية والآثار القديمة وملاحقة السكان بالطرد والتشريد وهدم المنازل.
القدس - مستوطنات
ورغم استعداد العرب والفلسطينيين لتقسيم الأرض إلى دولتين مستقلتين إسرائيلية وفلسطينية وصدور قرارات أممية ومبادرات دولية وعربية تعطي الحق للفلسطينيين في إنشاء دولة مستقلة لهم إلا أن سياسات إسرائيل تضرب بكل هذا عرض الحائط ولا تقيم وزنا لشرعية دولية أو حتى لأبسط حقوق الإنسان، ولا شك أن إسرائيل تعتمد في سياستها، بل وفي بقائها، على انحياز الولايات المتحدة وأوربا بشكل عام لجانبها، مما يخل بميزان القوى ويضع العرب في مواجهة مباشرة مع القوى الكبرى إن أرادوا مقاومة إسرائيل.
فهل كان العرب على خطأ حينما رفضوا بالإجماع قرار الأمم المتحدة بتقسيم الأرض بين اليهود والعرب عام 1947؟ ولماذا يقبلون به اليوم؟