الأربعاء، 6 فبراير 2013

عامان على الثورة الليبية

آر تى/ فى السابع عشر من فبراير تمر الذكرى السنوية الثانية للثورة الليبية التي أطاحت بنظام معمر القذافي بعد أن حكم استمر 42 عاما، وبعد عامين بات السؤال مشروعا، هل تسير الثورة الليبية بالاتجاه الصحيح لتحقيق أهدافها؟ 
الثورة الليبية لا تزال الأغلى ثمنا بين أخواتها وربما الأكثر تعقيدا ، إذ ان الدماء سكبت خلالها جعلت لغة السلاح عنوانا أساسيا من عناوينها. إن تسلسل احداث الثورة الليبية كشف حقيقة النظام الليبي القمعي، لذلك نرى ان عدد الضحايا قد فاق كل التوقعات، وهناك أيضا ضحايا سقطوا جراء صواريخ الناتو.
ومنذ أن سيطر الثوار على العاصمة طرابلس فى يوليو 2011 بدأت الثورة بمسار إعادة بناء الدولة ، لكن تحديات كثيرة واجهت مسارها ، وقد تمكنت القيادة الجديدة من اجتياز بعضها كالانتخابات ، وإعادة تشغيل قطاع النفط ، وإصلاح ما أمكن من البنى التحتية ، لكن استحقاق انتشار السلاح العشوائي لا يزال حجر عثرة أمام عودة الحياة الى طبيعتها . بالطبع هذا الملف لا يمكن معالجته بين ليلة وضحاها ، لكن على ما يبدو ان كل الخطوات المتخذة لحل هذه المعضلة هي خطوات مرحلية لتمرير الوقت . 
وهناك ملف لا يقل أهمية عن ملف انتشار السلاح وهو ملف إعادة بناء وهيكلة الجيش والقوى الأمنية ، وعلى الرغم من ذلك فقد تمكنت ليبيا من اجتياز الكثير من الحواجز الخطرة في المجال الأمني وأبرزها هو استتباب الأمن الى حد ما في المدن الكبرى ولكن حدود الدولة الليبية لا تزال عرضة للانتهاك ، إذ أن عددا من التقارير تشير الى عمليات تهريب الأسلحة الى الدول المجاورة ، الأمر الذي يستدعي تحركا سريعا من السلطات الليبية للمبادرة بوضع حد نهائي لهذه الظاهرة التي لابد أن تنعكس سلبا في المستقبل على امن الدولة الليبية