فضيحة عسكرية وإعلامية تناقلتها وسائل الإعلام الدولية هذا الصباح من إيران. فرغم استعراض إيران المستمر لقدراتها، وقعت فى مصيدة إعلامية كشفت أن الطائرة "قاهر 313" المقاتلة المحلية الصنع التى أعلنت عن إنتاجها مؤخرا لم تكن إلا هيكلا من البلاستيك داخل صالة العرض، وأن الصورة التى نشرت لها فى موقع "خوز نيوز" الإيراني وهى تحلق فوق جبال إيران لم تكن إلا صورة مزيفة تم إعدادها بواسطة برنامج الصور الشهير "فوتوشوب".
وقد كشف الصورة بعض المدونين الإيرانيين الذين لاحظوا أن الصورة هى طبق الأصل من صورة الطائرة التى ظهرت فى احتفال إزاحة الستار عن الطائرة الجديدة، بنفس الزاوية وانعكاسات الضوء والظلال، ولم يتغير سوى خلفية الصورة التى تبين أنها مأخوذة من موقع صور على الإنترنت لجبل "دامافاند" فى إيران بعد تفتيحها قليلا.
ويقول خبراء فى الطيران أن الطائرة ليست أكثر من نموذج أكبر بقليل من تلك التى توجه بالريموت كونترول أو بالكثير طائرة تدريب حيث أنها لا تستطيع الطيران ومصنوعة من البلاستيك ولا تظهر فيها علامات للوصلات أو اللحامات التى توجد فى جميع أنواع الطائرات. كما أن كابينة القيادة صغيرة جدا بحيث لا تتسع للطيارين فضلا عن عدم احتوائها على أجهزة الطيران الحديث.
ونشرت صحيفة الإندبندانت البريطانية صباح اليوم تاريخا مفصلا للصور السياسية المزيفة بدءا بصورة الطائرة الإيرانية، ومرورا بصورة حسنى مبارك التى زيفتها صحيفة الأهرام المصرية الحكومية ونقلت فيها مبارك من خلف الصورة ليتقدم أوباما ونتانياهو وملك الأردن وغيرهم، وصور أخرى من كوريا الشمالية وبريطانيا، إلى صور لهتلر وموسولينى تمت معالجتها لأسباب سياسية. ومنها أيضا من إيران صورة لإطلاق أربعة صواريخ انتشرت فى الصحف العالمية بينما الصورة الأصلية كانت لثلاثة صواريخ فقط.
وعادة ما تعلق إيران على الانتقادات القادمة من الغرب بأنها تأتى ضمن حملة غربية لتشويه صورة إيران، لكن الصحيفة تعلق قائلة إنه من الواضح أن الممارسات الإعلامية الإيرانية هى للاستهلاك المحلى، فى محاولة لإيهام الشعب بأن إيران تحقق تقدما علميا فى ظل الجمهورية الدينية، بينما كل ما تحققه هو تقدم فى استخدام الفوتوشوب.
