أمست مصر مع حادث قطار جديد مروع فى مدينة البدرشين المصرية قاتلا 19 ومصيبا 117، حيث انقلبت إحدى عربات قطار حربى متجه من القاهرة إلى الصعيد بالقرب من محطة البدرشين، بعد أن أفلتت من القطار أثناء سيره أمام قريه أبو ربيع بمركز البدرشين بمحافظه الجيزة. وكان قطار البدرشين الحربي الذى يقطر 12 عربة يقل أكثر 1328 مجندا من قوات الأمن المركزي بكل منها 110 ركاب فى طريقه من أسيوط إلى معسكر مبارك للأمن المركزي بالقاهرة لأداء الخدمة العسكرية حيث تم ترحيلهم من محافظات أسيوط، سوهاج، والوادي الجديد. ووقع الحادث عقب انفصال عربتين من قطار التجنيد بمحطة أبو ربع بالحوامدية بمحافظة الجيزة.
وقال الدكتور أحمد عمر، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، فجر الثلاثاء، إن "عدد الضحايا بلغ 19 قتيلا ، و117 مصابا حتى الآن". وأكد أن هيئة الاسعاف المصرية دفعت 66 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث لنقل المصابين، وجثث الضحايا إلى المستشفيات. وأوضح أن "جثث الضحايا موجودة في مستشفيات: بولاق الدكرور، والمعادي العسكري، والبدرشين، والحوامدية، بالإضافة إلى وجود 20 حالة إصابة في مستشفى معهد ناصر. وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة النقل محمد الشحات إنه سيتم تشكيل لجنة فنية من قبل الهيئة القومية لسكك حديد مصر لمعاينة القطار والعربتين المنفصلتين، مع إبقاء باقي العربات فى مكانها لحين انتهاء أعمال المعاينة الفنية وإجراءات النيابة.
وقال بعض الشهود من المجندين أن القطار قد توقف أثناء رحلته في محطة المنيا بسبب عطل فني في العربتين الأخيرتين حيث انفصلت إحداهما وتم إعادة توصيلها بالقطار. وذكر أحدهم أن مهندس الصيانة في محطة "المنيا" قد حذر السائق من الإقلاع بالقطار، إلا انه أصر على المغادرة واستكمال الرحلة. وقالت ﻣﺼﺎﺩﺭ هيئة ﺍﻟﺴﻜﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ قد ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺍﻷﻭﻧﺎﺵ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﻧﻘﻄﺘﻰ ﺗﻤﺮﻛﺰ ﻟﻬﻤﺎ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻮﻻﻕ ﺍﻟﺪﻛﺮﻭﺭ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ ﻭﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮاﺳﻄﻰ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﻨﻰ ﺳﻮﻳﻒ، وأن الأوناش قد تأخر وصولها ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ الحادث، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻦ العربتين المنفصلتين ﻭﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺤﻮﺍﻟﻰ 4 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ
وقال شاهد عيان إن العربة الأخيرة انفصلت بعد اصطدامها بقطار آخر كان متوقفا لتنقلب عده مرات وتتحطم بالكامل. وروى أحد المجندين الناجين أن القطار قد تعطل أكثر من مرة خلال رحلته من أسيوط إلى القاهرة، وتوقف فى محطتى بنى سويف والمنيا، وأنه بعد إعادة تشغيله وعند محطة البدرشين، فؤجى الجنود بانفصال العربتين الأخيرتين من القطار، فأصيبوا بحالة هلع شديد فهرب بعضهم إلى خارج القطار مما أدى إلى تدافع الجنود، وشاهدت أشلاء جثث زملائى تتناثر على القضبان. وأضاف: بعدها قام أهالى البدرشين والحوامدية بمساعدة رجال الحماية المدنية بنقل المصابين فى سيارات الإسعاف، كما قاموا بإحضار كشافات لمساعدة رجال الأمن فى البحث عن الضحايا، ولا يمكن أن أصف ما حدث في كلمات، فهو أمر مخيف ومرعب، وأحمد الله على النجاة من الموت.
حادث جديد يوم براءة وزير "قطار أسيوط"
بعد حوالى شهرين من آخر كوارث القطارات فى مصر، وتحديدا الماضي حين اصطدم قطار بأتوبيس المعهد الأزهري بأسيوط في نوفمبر الماضى ، قاتلا 25 ضحية معظمهم من الأطفال، وأدى إلى استقالة وزير النقل حينها محمد رشاد المتيني، أسفرت محاكمة المتهمين، الذين أحيلوا قبل يومين للمحكمة الجنائية في حادث أسيوط، عن براءة وزير النقل وكبار المسئولين، وإدانة عامل المزلقان بأنه السبب الرئيسي في وقوع الحادث. وفى نفس اليوم تتكرر المأساة مع كارثة أخرى باصطدام قطارين في البدرشين، مع وزير نقل جديد، الدكتور حاتم عبد اللطيف، الذي تولى الوزارة خلفا للوزير السابق المستقيل بعد حادثة قطار أسيوط، ليبدأ عهده بحادثة جديدة تنتظر تحقيقا جديد يبحث عن متهمين جدد وأكباش فداء من صغار العاملين.
التلفزيون المصري يتجاهل ارتفاع وفيات القطار ويعرض فيلما كوميديا
وفى مفارقة إعلامية تعود عليها الشعب المصرى، مارس التلفزيون المصرى عادته فى تجاهل الأحداث الساخنة، ومع تصاعد حالات الوفيات في حادث قطار "البدرشين"، قامت "الفضائية المصرية" بعرض فيلم عربي كوميدى للراحل إسماعيل يس والفنان توفيق الدقن، بينما قامت القناة الأولى ببث نشرة أحداث 24 ساعة، مع وقفة هامشية عند حادث القطار