أعلنت المملكة العربية السعودية وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد حكم دام نحو عشر سنوات. ونكست جامعة الدول العربية أعلامها بينما أعلن الحداد في جميع الدول العربية لوفاة الملك الذي عرف بمواقفه الشجاعة مع القضايا العربية. كما أعلنت تنصيب الأمير سلمان بن عبد العزيز ملكا للبلاد خلفا للملك الراحل. وكان الملك عبد الله قد مر بأزمة صحية لعدة أشهر استمرت حتى وفاته.
شهدت السعودية فترة نمو وازدهار خلال حكم الملك عبد الله بدأت مع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية تعدت 100 دولار للبرميل واستمرت كذلك لسنوات وحتى قبل وفاته بقليل، وانتهاء حربي الخليج الأولى والثانية، مما ساعد على إصلاح الموازنة السعودية والقيام بمشاريع إنتاجية وخدمية كبرى في المملكة.
ومؤخرا لعب الملك عبد الله دورا هاما في مساندة مصر عقب ثورة يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان وقاد تجمعا لدول الخليج لمساعدة مصر في الخروج من أزمتها السياسية والاقتصادية مما ساهم في استقرار الأوضاع في مصر، خاصة في الضغط على التحالف الغربي الذي حاول فرض الحصار على مصر بعد ثورتها ضد جماعة الإخوان ومحور قطر - تركيا الذي عمل على تمويل الإرهاب في مصر ومناطق أخرى من العالم العربي. كما وافق الملك عبد الله على انضمام بلاده للتحالف الدولي ضد الإرهاب في الشرق الأوسط.
ويعد الملك عبد الله من أفضل الملوك الذين حكموا المملكة العربية السعودية منذ وفاة ملكها الأول الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة. وشهدت السعودية قبله سنوات عجاف طوال هبط فيها سعر البترول بشدة واستنزفت موارد البلاد بسبب حروب الخليج إلى ما دون الصفر، وتأثر العديد من المرافق سلبا، بالإضافة إلى رفع الأسعار ومضاعفة الرسوم في محاولة للحد من الدين الخارجي حيث اضطرت المملكة لاستدانة نحو 100 مليار دولار.
ويستلم الملك الجديد، سلمان بن عبد العزيز، حكم المملكة مع خزانة مليئة واحتياطي قوي لكن الظروف التي بدأت بانهيار سعر البترول واشتداد خطر حروب الإرهاب تنبئ بأن الفترة القادمة قد تكون فترة صعبة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وتحتاج إلى حكمة بالغة في معالجة الأمور والسير في طريق آمن يقي المملكة، والمنطقة، شرور الاضطراب