الاثنين، 1 ديسمبر 2014

مصر تتذكر بنت الشاطئ .. عائشة عبد الرحمن

في خضم الأحداث المتلاحقة والفوضى الفكرية التي تعم الدنيا هذه الأيام تذكرت وسائل الإعلام المصرية الأديبة الكبيرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن التي عرفت بلقب "بنت الشاطئ"، ونشرت عدة صحف ومواقع لمحات من تاريخها الأدبي بمناسبة مرور ستة عشر عاما على وفاتها. استطاعت بنت الشاطئ شق طريقها والوصول إلى مرتبة عالية في العلم والأدب في عهد منعت فيه المرأة من التعليم، ومثلت القدوة والأمل لفتيات جيلها، وهي أول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف، ومن أولى من اشتغلن بالصحافة في مصر، ونالت عدة جوائز مصرية ودولية.

وكانت إلى جانب رسالتها الجامعية أديبة وناقدة أدبية لها تاريخ فني غزير ومتنوع في الدراسات القرآنية مثل التفسير البياني للقرآن الكريم والإعجاز البياني للقرآن وتراجم سيدات بيت النبي. وللدكتورة عائشة دراسات شتى في المجالات اللغوية والأدبية مثل الحياة الإنسانية عند أبى العلاء المعري، ورسالة الغفران، والخنساء، ولها أدبيات كثيرة مثل الريف المصري وسر الشاطئ وصور من حياتهن، ودافعت عن المبادئ والقيم الإسلامية واستطاعت طرح قضايا المرأة من خلال القيم والمفاهيم القرآنية.

حصلت بنت الشاطئ على عدة جوائز منها جائزة المجمع اللغوي في عامي 1950 و1953 وجائزة الحكومة المصرية في الدراسات الاجتماعية والريف المصري عام 1956 وجائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1978 ووسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية وجائزة الأدب من الكويت عام 1988، وجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي 1994.
ولدت عائشة عبد الرحمن في السادس من نوفمبر عام 1913 بمدينة دمياط وبدأت تعليمها بحفظ القرآن الكريم ثم واصلت تعليمها في المدرسة بإصرار منها في وقت لم يكن المجتمع يسمح بذهاب البنات إلى المدارس. ونشأت عي عائلة أزهرية حيث كان والدها مدرسا بالمهد الديني بدمياك وكان جدها سيخا بالأزهر الشريف. انتقلت مع والدها إلى القاهرة ليعمل بالأزهر والتحقت بمدرسة قصر الدوبارة لتعلم الإنجليزية ثم دخلت معلمات حلوان وحصلت على شهادة الكفاءة عام 1929، ثم على الشهادة الثانوية عام 1931، والتحقت بجامعة عين شمس وتخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1939، ثم حصلت على الماجستير بمرتبة الشرف الأولى عام 1941، والدكتوراه في النصوص عام 1950.
لقبت باسم "بنت الشاطئ" نسبة لشاطئ النيل بدمياط، بسبب تقاليد جيلها التي لم تكن تسمح لبنات علماء الإسلام بظهور أسمائهن في الحياة العامة، وعرفت به لأول مرة عام 1936 عندما نشرت جريدة الأهرام أول مقال لها عن الريف المصري.
كانت أول فتاة تمثل مصر في المؤتمر الزراعي الأول عام 1936 بمجموعة مقالاتها عن الريف المصري وقضايا الفلاح ، وكرمتها الأهرام وقتها بطبع مقالاتها في كتاب. تدرجت في السلك الجامعي حتى عينت أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة عين شمس من 1962 حتى 1972 وعينت أستاذا زائرا لجامعتي أم درمان والخرطوم خلال الفترة 1967 إلى 1970 ثم أستاذا للدراسات العليا بجامعة القرويين بتونس عام 1970 وأستاذا للتفسير بكلية الشريعة بفاس في المغرب 1970، كما عينت عضوا بالمجلس الأعلى للثقافة. رحلت الدكتورة عائشة هبد الرحمن عن عالمنا في الأول من ديسمبر عام 1998.