الخميس، 30 أكتوبر 2014

اكتشاف معبد فرعوني لتحتمس الثالث جنوب القاهرة

تم اكتشاف معبد أثري يعود إلي عصر الملك تحتمس الثالث نتيجة حفائر غير مرخصة قام بها بعض أهالي قرية العزيزية بمنطقة "ميت رهينة"، بالبدرشين جنوب القاهرة. ويعتبر الكشف مفاجأة في عالم الآثار حيث لا تشتهر منطقة البدرشين لتحتمس الثالث، لكن تل العزيزية منطقة غنية بالآثار، وسبق اكتشاف تمثال رمسيس الثاني الشهير بمنطقة ميت رهينة، الذي نقل إلى ميدان رمسيس بالقاهرة ثم أعيد إليها.

وتضاربت الأخبار حول كيفية اكتشاف المعبد الفرعوني حيث أصدرت وزارة الآثار المصرية، الأربعاء، بيانا حول الاكتشاف، وقال وزير الآثار ممدوح الدماطي في البيان " أسفر الحفر خلسة أسفل أحد المنازل عن اكتشاف كتل حجرية عليها نقوش هيروغليفية ترجع لعصر تحتمس الثالث وتمثل أجزاء من معبد فرعونى"، وأن العمل بدأ بالمنطقة لاكتشاف المزيد. وقال إن اللجنة الأثرية التي عاينت الموقع قامت بتجفيف المياه الجوفية وانتشلت تمثالا من الجرانيت الوردي طوله 2.5 متر وتسع قطع أثرية منها سبع لوحات جدارية وبقايا قواعد لأعمدة من الجرانيت الوردي. 
وأشار بيان الآثار إلى قيام شرطة السياحة والآثار بتفتيش المنزل الذي أجريت تحته الحفائر و"ضبط سبعة أشخاص من بينهم فلسطينيان يقومون بالحفر وعثر بحوزتهم على بدل غطس وأنابيب أكسجين ونظارات مائية." وقال البيان إن سبب وجود ملابس الغطس هو وجود مياه جوفية تصل إلى عمق تسعة أمتار. وكشفت وزارة الآثار عن عدة صور للكشف الأثري، لكتل عليها نقوش هيروغليفية.

وقال صاحب الأرض إنه كان يحفر فى الأرض لعمل خزان مياه لمنزله فاكتشف وجود تمثال وأنه أبلغ شرطة الآثار فحضرت واستخرجت تمثالا ومجموعة من اللوحات الأثرية.
وقالت شرطة السياحة والآثار، في بيان، إنها عثرت على معبد كامل للملك تحتمس الثالث، وبداخله لوحة تخص الملك وتمثال آخر طوله 2 متر وزنته 4 أطنان، تحت إشراف خبراء من وزارة الآثار، وأن جميع البعثات الأثرية حضرت إجراءات اكتشاف المعبد. وتجري في مصر حفائر عديدة غير مرخصة للبحث عن آثار فرعونية بهدف الاتجار.
من هو تحتمس الثالث؟ 
تحتمس الثالث من أعظم ملوك الفراعنة وقادة مصر العسكريين، ومؤسس إمبراطورية مصر القديمة ومنشئ معابدها، وهو من ملوك الأسرة 18 الفرعونية، وحكم في القرن الخامس عشر قبل الميلاد بين عامي 1479- 1425. وظلت تلك الإمبراطورية حتى القرن العاشر قبل الميلاد. ويشهد تاريخ تحتمس الثالث بأنه تمتع بسمات شخصية خارقة وعبقرية عسكرية فريدة، واهتم بالجيش وجعله نظاميا وزوده بالفرسان والعربات الحربية وأمده بصناعة حربية متقدمة. واستخدم تكتيكاته العسكرية أمراء مصر الإسلامية في عهد المماليك لهزيمة جيوش المغول التي اجتاحت العراق والشام في طريقها إلى مصر.

اعتلى تحتمس الثالث العرش بعد وفاة حتشبسوت وقام بستة عشرة حملة عسكرية في آسيا، سوريا وفلسطين، وتمكن تثبيت نفوذه هناك وتأمين حدود مصر من حركات معادية قام بها أمراء الشام، حيث قرر تحتمس الذهاب بجيوشه الضخمة لمواجهة جيوش الأمراء في أراضيهم، وعاد إلى مصر منتصرا ومعه أبناء الأمراء أسرى كي لا يجرؤ الأمراء على التمرد مرة أخرى. وقصد تعليمهم في مدارسها وتنشئتهم على الثقافة المصرية، حتى إذا عادوا إلى بلادهم وتولوا الحكم فيها تحقق ولاؤهم لمصر.

كما أنشأ تحتمس الثالث أسطولا بحريا قويا بسط سيطرته على جزر البحر المتوسط وساحل فينيقيا "لبنان"، وأقام أقدم إمبراطورية عرفها التاريخ، امتدت من أعالي الفرات شمالا حتى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا، وأصبحت مصر أقوى وأغنى إمبراطورية في العالم. بنى تحتمس الثالث عدة معابد في طيبة عاصمة مصر في العصور الفرعونية الوسطى، منها معبد بجانب معبد حتشبسوت في الدير البحري، وأكمل بناء معبد الكرنك ومعبد حابو، وأقام معبدا في "منف" شمال مصر، وله آثار فى كوم أمبو وإدفو وعين شمس وأرمنت. وأقام تحتمس سبع مسلات معظمها موجود الآن فى عدد من عواصم العالم منها لندن ونيويورك وروما. 

عاش تحتمس 82 عاما حكم مصر خلالها 54 عاما ودفن في وادي الملوك، وحزن المصريون لوفاته حزنا شديدا كما تقول النصوص القديمة، واكتشفت مقبرته عام 1898 على يد العالم فيكتور لوريت. ومن أشهر مقولاته لوزيره الشهير رخمى رع "لا يرضى الرب بالتحيز، كن يقظا فمنصب الوزير عماد الأرض كلها فليس للوزير أن يستعبد الناس، استمع للشاكي من الجنوب والدلتا أو أي بقعة.. تصرف بالعدل فالمحاباة يمقتها الرب .. كن عادلا مع من تعرفه ومن لا تعرفه".