وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية كمال إسماعيل، في تصريحات صحفية كما ذكرت شبكة "الشروق" السودانية "لقد أعلنا سابقا موقفنا الواضح بأن حلايب أرض سودانية، ولكن معالجتنا للملف تختلف حسب الظروف، ولا نريد أن ننجر لصراع جانبي في هذه الظروف. واتهم البرلماني السوداني مالك حسين مصر بالتصعيد بعد تعيين القاهرة مسئولا محليا في "حلايب وشلاتين". وقال في تصريحات لصحيفة "الراكوبة" السودانية إن البرلمان يرفض بشكل قاطع تعيين القاهرة، لمسئول مصري رئيسا لحلايب، معتبرا القرار ردا على إعلان مفوضية الانتخابات السودانية حلايب ضمن الدوائر الجغرافية السودانية.
وأوضح حسين أن حرص السودان على العلاقة مع مصر لا يعني السكوت عن قضية حلايب، وأن الأجهزة التنفيذية ستقوم بالواجب وبما هو مطلوب تجاه ما قامت بها الحكومة المصرية من تصعيد. وتابع رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان السوداني، "كان من الأجدر بمصر عدم التصعيد طالما السودان سكت، لأن التصعيد يؤثر على الأوضاع بالمنطقة.
ولم تعلق القاهرة على التصريحات السودانية لكنها ردت بشكل عملي حيث قامت بتعيين رئيس جديد لحلايب بعد قرار تحويلها لمدينة، مع إخضاع عمليات التنمية فيها لإشراف مباشر من رئيس الوزراء.
وأكد رئيس مدينة حلايب، اللواء وجيه مأمون، أن السودان بها محافظة تسمى حلايب ولكنها ليست حلايب وشلاتين المصرية وإنما الأخرى تسمى "حلايب وأبيي" وتقع ضمن ولاية البحر الأحمر السودانية جنوب خط عرض 22 بنحو 35 كيلومترا عند منطقة أوسيف. وأضاف أن حلايب مصرية وليست محلا للمناقشة، وأن مصر أعدت خطة لتنمية المنطقة بالكامل، وتشمل الخطة إقامة منطقة "تجارة حرة"، بهدف زيادة التعاون التجاري مع الدول الإفريقية، وإنشاء مناطق سكنية وتطوير الخدمات الصحة والتعليمية وتدريب الشباب، وربط المنطقة بالراديو والتليفزيون وتقوية شبكاتها، إضافة إلى إقامة منطقة سياحية.
وأشار مأمون إلى أن تنمية حلايب وشلاتين، يتم بهدف التأكيد على مصريتها، وتهدف الخطة إلى تحويل المنطقة لتكون من أهم المناطق الاقتصادية خلال 4 سنوات.
ويقع مثلث حلايب وشلاتين على البحر الأحمر بين مصر والسودان، وتبلغ مساحته نحو 20 ألف كم مربع، وهو موضع خلاف منذ عقود بين القاهرة والخرطوم، وقد سبق للسلطات المصرية أن احتجت، على خطط السودان للتنقيب عن النفط فيها، ونشرت قواتها في المنطقة منذ سنوات. لكن حكومة السودان لا ترى التناقض الاستراتيجي بين تفريطها في ثلث مساحة البلاد بموافقتها على انفصال دولة جنوب السودان، وبين المطالبة بكيلومترات قليلة على الحدود المصرية