رغم مرور 44 عاما على رحيل جمال عبد الناصر، لا يزال الزعيم حاضرا في المشهد المصري، تلهم زعامته المصريين الذين استدعوا صوره وخطاباته خلال ثورتين جديدتين بعد 60 عاما من الثورة المصرية التي قادها عبد الناصر عام 1952، والتي بفضلها تحولت مصر من دولة محتلة إلى قائدة وملهمة لحركات التحرر حول العالم، وعلى يديها انتهى عصر الاستعمار والاحتلال الأجنبي.
لم يجعل من عبد الناصر زعيما إلا حب وطنه، فاكتسب حب شعبه واحترام شعوب العالم وقادته. وعلت صور القائد في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، استدعاء لروح الأمة الأصيلة متمثلة في وطنيته الصادقة. تعرض جمال عبد الناصر لكل أنواع الضغوط وواجه جميع أنواع المعارك بما فيها محاولات الاغتيال والغزو العسكري والحصار الاقتصادي والحرب النفسية والدعاية المضللة، وانتصر في جولات وخسر جولات أخرى، لكنه بقي صلدا صامدا مستمدا صموده من ثبات الشعب المصري ومن إيمانه بقوته التاريخية. ولد جمال عبد الناصر في 20 يناير 1918 ورحل في 28 سبتمبر عام 1970 عن 52 عاما، وودعه ملايين المصريين في مشهد رهيب