الثلاثاء، 4 يونيو 2013

كلاكيت تاني مرة "كيت كات": مُرسي في فيلم سياسي هابط

كشفت جلسة الحوار الوطني التي عقدها الرئيس المصري محمد مرسي العياط، مع شخصيا حزبية وعامة لمناقشة أزمة "سد النهضة" الإثيوبي، عن مدى ضحالة تفكير كثير من الحاضرين الذين اقترحوا عددًا من الحلول للأزمة تدعو للسخرية، وتثير الضحك عبر إذاعة الحوار على الهواء "بطريق الخطأ"
و"سد النهضة" الذي تقيمه إثيوبيا على النيل الأزرق مهددة إمدادات مصر التاريخية من المياه عبر نهر النيل باحتجازها خلف السد، بما يهدد أمن مصر القومي. وبدلا من أن يغلف الاجتماع بالسرية في قضية خطيرة كهذه تمت إذاعة الحوار على الهواء، وسمع الناس مباشرة ما دار على ألسنة المشاركين. وأظهرت المناقشات أن المجتمعين ما هم إلا هواة سياسة يفتقرون إلى أبسط أدواتها، فمنهم من اقترح "إطلاق إشاعات"، ومن اقترح "إحداث قلاقل داخلية في إثيوبيا" و"إغراق إثيوبيا" بضربة عسكرية وغير ذلك من الأفكار التي لا يتم مناقشاتها إلا داخل أروقة أجهزة المخابرات وبمنتهى السرية. ومن المذهل اعتذار مستشارة الرئيس "باكينام الشرقاوي" عن الأمر باعتباره سهوا منها.
وكأن مصر بكاملها شهدت إعادة تصوير للمشهد الأخير من الفيلم الساخر "الكيت كات" ولكن هذه المرة الأحداث من الواقع وليس من خيال المخرج، وأبطاله من نجوم السياسة بدلا من نجوم السينما. وعلى الفور استدعى المشهد ذلك المقطع الأخير من فيلم "الكيت كات" وهو فيلم روائي مصري بطولة الفنان محمود عبد العزيز كتبه وأخرجه داود عبد السيد عام 1991، من وحي رواية "مالك الحزين" للروائي إبراهيم أصلان. في الفيلم قام محمود عبد العزيز بتجسيد شخصية شيخ كفيف أصر على قيادة دراجة نارية في شوارع حي "الكيت كات" غير عابئ بالرعب الذي أصاب المارة، ثم في نهاية الفيلم يحضر الشيخ العزاء في وفاة أحد أبناء الحي، ويشرع عقب انتهاء العزاء في سرد الكثير من قصص أهل الحي الخفية وفضائحهم لصديق له، ومنها خيانة زوجية ، وهروب زوجة من زوجها، وعلاقات خاصة بين عدة شخصيات من الأهالي، ومع إغفال إغلاق مكبرات الصوت يسمعها الجميع ..
ومن المتورطين في إذاعة اقتراحاتهم الخائبة على الهواء
* مجدي حسين رئيس حزب العمل الجديد، الذي أثار الضحك بقوله "لو الاجتماع سري نقسم على ألا نسرب للإعلام كلمة". وأن أزمة بناء سد النهضة "خطر وهمي" قائلا "من الممكن حل الأزمة عن طريق فتح معبر رفح أو إرسال لاعب النادي الأهلي، محمد أبوتريكة، في زيارة إلى إثيوبيا.
* أيمن نور "رئيس حزب غد الثورة" اقترح " أن تنشر مصر إشاعات عن امتلاك طائرات متطورة كطريقة استخباراتية لبث الخوف في نفوس الإثيوبيين". وإنشاء "فريق عمل سياسي مخابراتي في إثيوبيا
* الدكتور أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، "الحل الأمثل لأزمة سد النهضة، هو استخدام الاستراتيجية نفسها التي تم التعامل بها مع أحداث سيناء الأخيرة وتحرير الجنود المختطفين، ويجب أن يكون هناك تلويح بالضغط الشعبي والجماهيري، واقترح " ممكن نطلع إشاعات بأن مصر هتضرب السد". 

وأثار الحدث تعليقات من أطراف عديدة
* عماد جاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية:
هواة يناقشون قضية أمن قومي، تهديد من دولة لدولة على الهواء مباشرة، مؤتمر أشبه بمشهد كوميدي من فيلم ''الكيت كات''
* مجدى حمدان القيادي بحزب الجبهة الديمقراطية وعضو المكتب التنفيذي بجبهة الإنقاذ الوطني:
هزل سياسي، وعقليات فارغة، بل مسلسل كوميدي هابط، كما اتضح أن الدكتور مرسي ليس الرئيس الفعلي، ولكن مجموعة الإخوان المسلمين، وقد وضح ذلك في كلمة الدكتور الكتاتنى بأن الخيار العسكري وارد، وهو بذلك يقوم بدور الرئيس الفعلي للبلاد بجملة لم يطرحها رئيس الجمهورية نفسه. وما تم لم يكن إلا عبارة عن مكلمة واهية لتجميل صورة الدكتور مرسي "ولم ينقص الصورة إلا كلمة الممثل إبراهيم نصر في الكاميرا الخفية اللقاء اتسجل نذيع؟
* أسامة هيكل وزير الإعلام السابق:
حوار الرئاسة مهزلة ومصر صغرت بحجم النظام الحالي وقضايا الأمن القومي تستلزم حضور مجلس الأمن القومي، والخبراء المختصين فقط
* حسن شاهين، أحد مؤسسي حملة ''تمرد'':
أحزاب ''كرتونية '' وما يفعله مرسي ''مهاترات سياسية'' والحوار معه ''عبث''
* الإعلامي يوسف الحسيني: ضحّكت علينا العالم تاني يا مرسي
* الإعلامي عمرو أديب على "تويتر"
كيف يحضر الناس اجتماعاً خطيراً كهذا دون أن يسألوهم أهم سؤال: نذيع؟
* ثروت الخرباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين
"شاهدنا اسكتش "البلهاء" الذي تفوق على اسكتش "العقلاء" لاسماعيل ياسين

وقامت ''باكينام الشرقاوي'' مستشارة الرئيس للشئون السياسية بتقديم اعتذار عبر صفحتها على ''فيسبوك''. وقالت "غاب عني إبلاغ الحضور إذاعة الاجتماع على الهواء لذلك اعتذر عن أي حرج غير مقصود لأي من القيادات السياسية".
وأثار اعتذار باكينام تعليقات ساخرة منها العيب ليس في حضرتك، في اللي عين حضرتك مستشارة، لا حضرتك ولا اللي عين حضرتك أهل لمناصبكم، اذهبوا غير مأسوف عليكم، عذر أقبح من ذنب، فضيحة دولية، ننتظر استقالتك يا دكتورة، ساعتها ممكن أقول إنك إنسانة محترمة''، مهزلة، الأثيوبيون أولى بالاعتذار''.