شهدت مدينة بنغازي الليبية اشتباكات عنيفة في هجوم شنته قوات اللواء المعارض "خليفة حفتر" ضد جماعات إسلامية متشددة.
وأسفرت المعارك عن سقوط عشرات القتلى، وبلغ عدد ضحايا الاشتباكات 79 قتيلا، وأكثر من 100 مصاب وفق وزارة الصحة الليبية. وطلبت قوات "الجيش الوطني الليبي" من المدنيين، مغادرة مناطق في مدينة بنغازي قبل شن هجوم جديد. وغادرت عشرات العائلات المناطق الغربية من المدينة حيث دارت الاشتباكات الجمعة الماضية. وأعلن "حفتر" إن قواته بدأت هذه المعركة وستواصل حتى تحقق أهدافها، وأنها انسحبت بشكل مؤقت من بنغازي لأسباب تكتيكية، وقال للصحفيين في بلدة الأبيار شرقي بنغازي "سنعود بقوة"، وأعلن عزمه على "تطهير بنغازي من الإرهابيين". كما عبر عن عدم اعترافه بالحكومة والبرلمان باعتبارهما غير شرعيين لأنهما أخفقا في تحقيق الأمن.
من جانبه أعلن الجيش الليبي منطقة حظر طيران فوق مدينة بنغازي، عقب رصد استخدام قوات حفتر لطائرة هليوكوبتر، في بيان على موقع قيادة الأركان. واضطرت السلطات الليبية إلى تعليق الرحلات الجوية وإغلاق مطار بنغازي خلال النهار "لدواع أمنية". وتوقفت حركة الطيران بين القاهرة وبنغازي، السبت، كما أعلنت الخطوط التونسية عن إلغاء رحلاتها إلى بنغازي.
وكان اللواء حفتر قد ساهم في الثورة ضد نظام القذافي عام 2011، وأثيرت شائعات قبل أشهر عن قيامه بانقلاب، لكنه نفاها قائلا إنه يدعو لتشكيل لجنة رئاسية لإدارة البلاد حتى إجراء انتخابات جديدة. وتسود ليبيا حالة من فشل الدولة عجزت معها عن السيطرة على الأمن منذ سقوط القذافي 2، وترفض جميع الأطراف نزع أسلحتها. وتنشط في بنغازي جماعة أنصار الشريعة التي أدرجتها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية.