ا م/ لم يحقق قرار قطع المساعدات العسكرية والاقتصادية عن مصر فإن ذلك أي تأثير لصالح الولايات المتحدة، بل علي العكس تماما قد يعود بعواقب سلبية وخيمة علي الولايات المتحدة نفسها رغم الجعجعة الأمريكية حول تلك المساعدات الهزيلة.
ثورة 30 يونيو في مصر |
وأشارت الصحيفة إلى المفارقة في أن حكومة الولايات المتحدة منذ عقود كانت تخشي من تعليق المساعدات أو خفضها أو قطعها ولكن القرار المتهور لأوباما أوضح للعالم حقيقة التعاطف والدعم الأمريكي للإخوان في مصر، وقد أدت تلك الخطوة لنتائج عكسية لم يتوقعها أوباما بالإضافة للحد من تأثير ونفوذ الولايات المتحدة، وألحق أضرارا بالغة للعلاقات الثنائية بين القاهرة والعلاقات الأمريكية مع معظم دول الشرق الأوسط، مشيرة إلي أن حزمة المساعدات لمصر كانت تخدم مصالح الولايات المتحدة منذ عام 1979 وعندما تغير المشهد السياسي في مصر بعد الإطاحة بحكم مبارك ثم الإخوان فشلت الإدارة الأمريكية في التكيف مع الأحداث الداخلية والتي هي شأن خاص للدولة، وظلت واشنطن تتشبث بالسياسة القديمة بدعم لمجموعة غير مرغوب فيها بغرض التأثير علي الأحداث.
وحثت الصحيفة أوباما علي أن يتبنى سياسة جديدة تجاه مصر حتى يتمكن من تغيير الصورة السلبية الحالية لدي المصريين حتى تبدأ في استعادة المصداقية الأمريكية في البلاد، مضيفة إنه يمكن تغيير الطريقة التي تمنح بها المساعدات وأن تتمكن مصر من شراء المعدات العسكرية دون وسيط وربما تتمكن الولايات المتحدة من أن تتكيف بسهولة مع كل التطورات غير المتوقعة في مصر لأن خطوات الإدارة لمتابعة هذا التعليق من شأنها أن تعمل علي تحول العلاقات المصرية الأمريكية علي المدي الطويل. ومن جانبه اعترض راند بول السناتور الجمهوري والعضو بمجلس العلاقات الخارجية ولجنة الأمن القومي علي سياسة أوباما تجاه مصر خلال حواره مع وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية وقال أن مستقبل مصر يجب أن تحدده القاهرة وليس واشنطن
وذكرت صحيفة "هافنجتون بوست" أنه رغم النرجسية الأمريكية وسياسة "لي الذراع" التي تمارسها علي مصر إلا أن الحكومة المصرية الحالية كسرت هذه النرجسية، لأن لديهم مصادر أخري للمساعدات والتي تقدمها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، وهي الدول التي تتسم بانحياز قوي للمتغيرات الجديدة في المشهد السياسي بمصر وبخاصة السعوديين حيث منحوا مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، لأن قادة دول الخليج ينظرون للإخوان كتهديد إقليمي من شأنه أن يزعزع استقرار أنظمتهم ولأن نشأة جماعة الإخوان كانت في مصر، ولذلك فإن القضاء علي الجماعة فيها من شأنه إضعاف الحركة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ووفقا للصحيفة فإن واشنطن الآن في مرحلة حرجة في علاقاتها مع العالم العربي. فالسعودية تتغير ضد تجاه الولايات المتحدة بشكل لم يسبق له مثيل منذ 50 عاما، وكثير من المصريين غاضبون من القرارات الأمريكية ويؤكدون أن البلاد ستكون أفضل حالا من دون أي مساعدات أمريكية، موضحة أن بعد خسارة واشنطن التأثير في القاهرة فهي علي الطريق إلي أن تصبح مهمشة في العالم، فالكثير من الحلفاء محبطون بسبب عدم رغبة واشنطن في مساعدة نفسها في الشرق الأوسط وإثبات حسن النية تجاه المنطقة الساخنة