تستعد الولايات المتحدة وعدة دول أوربية لتدخل عسكري وشيك في سوريا، حيث توالت تصريحات المسئولين حول الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا ردا على استخدام غازات سامة ضد المدنيين الأسبوع الماضي.
تأتي هذه التطورات بينما أعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، تأجيل الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها فريقها للتفتيش على الأسلحة الكيماوية إلى الغوطة بريف دمشق بسبب مخاوف "على أمنه". واتخذت عدة دول غربية مواقف تشير إلى اشتراكها في توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا قبل صدور تقرير الخبراء حول حقيقة استخدام سلاح كيماوي في غوطة دمشق. وتصدرت أخبار الضربة المحتملة أخبار الصحف والوكالات وتسارعت التصريحات حولها على نحو ينبئ بأنها قد تنفذ خلال الساعات المقبلة.
وأعلن الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الثلاثاء، أن قرار التدخل العسكري في سوريا سيتخذ "خلال الأيام المقبلة"، مؤكداً أن باريس "مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار باستخدام الغاز ضد الأبرياء" وقال وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس: "كل شيء يقود إلى الاعتقاد أن النظام السوري مسؤول عن الهجوم".
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، "الأمر لا يتعلق بالتورط في حرب بالشرق الأوسط أو التدخل أكثر في ذلك الصراع. الأمر يتعلق بالأسلحة الكيماوية، فاستخدامها خطأ ولا يجب أن يقف العالم مكتوف الأيدي".
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، "الأمر لا يتعلق بالتورط في حرب بالشرق الأوسط أو التدخل أكثر في ذلك الصراع. الأمر يتعلق بالأسلحة الكيماوية، فاستخدامها خطأ ولا يجب أن يقف العالم مكتوف الأيدي".
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، الاثنين، لراديو هيئة الإذاعة البريطانية "هل من الممكن الرد على الأسلحة الكيماوية في غياب اتحاد كامل بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؟ سأقول نعم وإلا فإن عدم الرد على مثل هذه الجرائم المروعة قد يكون مستحيلاً ولا أعتقد أنه موقف مقبول". وحول توافر الأدلة على قيام النظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية قال هيج أن النظام السوري لو لم يكن هو من نفذ الهجوم لسمح للمفتشين بالتحقيق فور وقوع الحادثة، وأكد أن هذا النوع من الهجمات تدمر معظم الأدلة فيه بعد مضي أيام ما يعني صعوبة التحقيق بشأنه.
وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن "طائرات وحاملات عسكرية بدأت الوصول إلى قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في قبرص، التي تبعد 100 ميل فقط عن الساحل السوري، في إشارة لتزايد الاستعدادات لهجوم عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد".
وأكد وزير الدفاع الأميركي تشاك
هيجل، الثلاثاء، إن الجيش الأميركي مستعد للتحرك على الفور في سوريا إذا
أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمراً بذلك. وقال مسئول في البنتاجون، الثلاثاء، إن أربع مدمرات تابعة للبحرية الأميركية في البحر المتوسط
على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي أوامر توجه لها خلال ساعات، حسب ما
نقلت عنه شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وتوقع
خبراء بأن تستهدف الغارات أهدافا عسكرية واستراتيجية لقوات
النظام السوري على رأسها المطارات والمعسكرات.
كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن أوباما الذي مازال يدرس الخيار العسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد سيأمر على الأرجح بعملية عسكرية محدودة. وأفادت الصحيفة نقلاً عن مسئولين في الإدارة أن الضربة ستتضمن إطلاق صواريخ كروز من بوارج أميركية منتشرة في البحر المتوسط على أهداف عسكرية سورية. وأضافت أن مسئولي الاستخبارات الأميركية سيكشفون خلال الأيام القليلة المقبلة معلومات تدعم الاتهامات الموجّهة لدمشق باستخدام أسلحة كيماوية في الهجوم الذي أوقع 1300 قتيلاً، بحسب المعارضة الأسبوع الماضي، في وقت تنفي دمشق أن تكون استخدمت مثل هذه الأسلحة.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن المسئولين أن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع حلفائها لكن أملها ضئيل في الحصول على ضوء أخضر من الأمم المتحدة بسبب معارضة روسيا، حليفة دمشق الرئيسية التي وفرت لها تغطية دبلوماسية منذ بدء النزاع من خلال عرقلة أي قرار يدين نظام الأسد في مجلس الأمن الدولي
على الجانب الآخر دعت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، الولايات المتحدة والأسرة الدولية إلى "الحذر" بشأن سوريا، محذرة من أن أي تدخل عسكري ستكون له "عواقب كارثية" على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وأعلنت الوزارة في بيان أن "المحاولات الرامية إلى الالتفاف على مجلس الأمن وإيجاد ذرائع واهية وعارية عن الأساس مرة جديدة من أجل تدخل عسكري في المنطقة ستولد معاناة جديدة في سوريا وستكون لها عواقب كارثية على الدول الأخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، داعية إلى "الحذر وإلى احترام صارم للقانون الدولي".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو ليست لديها النية للدخول في صراع عسكري بسبب الحرب الأهلية في سوريا، وإن واشنطن وحلفاءها سيكررون "أخطاء الماضي" إذا تدخلوا في سوريا. وذكرت وكالة "رويترز" أن إيران حذرت اليوم الثلاثاء من أي تدخل عسكري خارجي في سوريا، قائلة إن الصراع الذي سينجم عن ذلك سيحيق بالمنطقة كلها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو ليست لديها النية للدخول في صراع عسكري بسبب الحرب الأهلية في سوريا، وإن واشنطن وحلفاءها سيكررون "أخطاء الماضي" إذا تدخلوا في سوريا. وذكرت وكالة "رويترز" أن إيران حذرت اليوم الثلاثاء من أي تدخل عسكري خارجي في سوريا، قائلة إن الصراع الذي سينجم عن ذلك سيحيق بالمنطقة كلها.
وعربيا عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، الثلاثاء، عبر فيه المجلس عن "إدانته واستنكاره الشديدين للجريمة البشعة التي ارتكبت باستخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً". وطالبت الجامعة بتقديم كافة المتورطين عن هذه الجريمة النكراء لمحاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب". ودعا مجلس الجامعة "المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته وتجاوز الخلافات بين أعضائه، وذلك عبر القيام بالإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة.