الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

بليز الأمريكية: أوباما يتصرف كالأب الروحي للإخوان

تحت عنوان "أوباما يتصرف كالأب الروحي للإخوان في مصر" قالت شبكة "بليز" الأمريكية في تقرير مطول على موقعها الإلكتروني أن انقضاض الجيش المصري على جماعة الإخوان أتاح الفرصة لإظهار أطياف الحركة الحقيقية، فعلى سبيل المثال يعامل الإخوان المواطنين المسيحيين في مصر باضهاد يصل إلى حد التطهير العرقي، وكما كانت ألمانيا النازية تعامل اليهود في ثلاثينات القرن العشرين. يحدث هذا وأمريكا نائمة، وأوباما، المسيحي، لا يفعل شيئا تجاهه، وللإخوان تاريخ حافل بالأفكار والممارسات النازية. وشهدت دول المنطقة مثل السعودية والإمارات على عنف الإخوان واضطهادهم للمصريين لكن أوباما ما زال صامتا.
وحذرت الشبكة على لسان الكاتب "بيل سيجل" من أن تنظيم الإخوان ليس حالة مصرية، فالتنظيم ينتشر في العالم بواسطة تنظيمات دولية وفرعية تحت أسماء أخرى، من ضمن أهدافها تدمير الحضارة الغربية، والتغلغل داخل الحكومة والمؤسسات المدنية الأمريكية عن طريق استغلال الحريات التي يمنحها الدستور الأمريكي، بهدف إسقاط الدولة الأمريكية بالتدريج ومن ثم السيطرة على العالم.

وأضافت الشبكة إن الحديث عن التغيرات الحادثة في مصر من زاوية المصالح فقط لا يعبر عن رؤية شاملة وواضحة للسياسة الأمريكية في المنطقة، وحتى عند الاقتصار على حديث المصالح فإن الإدارة الأمريكية فشلت في تحديدها بدقة.

وسخرت الشبكة من آراء بعض الساسة الأمريكان الذين يرون أن على أمريكا الوقوف إلى أي نظام تم انتخابه بطريقة ديمقراطية، وعللت عدم صحة ذلك بأن أي مقارنة بين ديمقراطية أمريكا والديمقراطية في بلاد أخرى تفتقر إلى الموضوعية، فالبلدان التي لا تتوافر لديها مؤسسات منظمة وراسخة ترعى العملية الديمقراطية تختلف بيئتها السياسية تماما عن أمريكا، حيث تشبه أحوال تلك البلاد حال أمريكا في بداية تكوينها السياسي، مما يجعل الديمقراطية رهن تغير رؤية الناخبين.

وأضافت الشبكة أنه يجب على أمريكا ألا تؤيد تأييدا مطلقا أي جماعة أو نظام لمجرد وصولهم للحكم عبر الصناديق، إذ يجب معاملة كل طرف، مثل الإخوان في مصر أو حماس في غزة، بناء على أفكارهم وسياساتهم وتوجهاتهم، وإذا حافظت أمريكا وحلفاؤها على هذه السياسة ستتنبه الشعوب إلى ضرورة تحمل مسئولياتها عن اختيارها الديمقراطي لحكامها، وسيفكر الناخب مرتين قبل أن يعطيهم صوته في الانتخابات اللاحقة.

وقالت الشبكة، لكن أوباما يبدو حتى الآن متعاطفا للغاية مع الإخوان. وبنظرة موضوعية، دون النظر إلى ما يقال عن اختراق الإخوان للإدارة الأمريكية، أو عن احتمال كون أوباما نفسه عضوا بالإخوان، فإن أوباما بالفعل يحمى ويرعى مصالح الإخوان في الولايات المتحدة، وهم ينظرون إليه كالعم المسلم أو الأب الروحي كزعيم المافيا. والواقع يدعم هذا بدءا من حماسه للإطاحة بمبارك إلى دعم نظام تركيا الإسلامي والإخوان في سوريا وليبيا في نفس التوقيت، ثم نداءاته للإبقاء على حكم مرسي في مصر. 

 كما أشارت إلى فشل سياسة الرئيس الأمريكي في دعم الإخوان بدعوى قيامها بالسيطرة على جماعات أشد تطرفا. وإذا كان هذا الاعتقاد قد اكتسب أرضية في الغرب في وقت سابق فإنه الآن قد فقد مصداقيته. والأفضل أن ننظر إلى المصالح الحقيقية التي يمكن أن تتحقق بدعمنا للجيش في مصر عن طريق إبقاء قناة السويس مفتوحة، كذلك بقاء اتفاقية كامب دافيد سارية، بالإضافة إلى الحفاظ على علاقات جيدة لمصر مع حلفاء الغرب في المنطقة، وتحرير شبه جزيرة سيناء من سيطرة الإرهابيين.

وخلصت الشبكة في تقريرها إلى أنه على أمريكا أن تعي أن الإخوان يمثلون عدوا لها، تماما مثل النظام في إيران، وأن مصلحة أمريكا الأولى هي في تدمير تنظيم الإخوان، واعتبار ذلك هدفا معلنا، تماما كما أعلن أوباما في مواجهة تنظيم القاعدة. ووجهت الحديث للرئيس الأمريكي بأن يدعه من السياسات الغامضة والمعقدة التي يتبعها تجاه مصر، وأن عليه أن يتخذ طريقا وحيدا واضحا هو تأييد الجيش المصري، حيث أن ذلك هو الطريق الأمثل لحماية أمريكا من عدوها الخطير المتمثل في جماعة الإخوان. إن تأييد أمريكا لتفكيك الجماعة في مصر سيجعل حماية أمريكا من خطرها أمرا أسهل، لكن عليها أن تبدأ الآن بالتخلص من آثار اختراق الإخوان لحكومتها حتى تستطيع المحافظة على مصالحها في الخارج.