السبت، 31 أغسطس 2013

البرلمان البريطاني يرفض التدخل العسكري في سوريا

رفض البرلمان البريطاني اقتراح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالمشاركة في عمل عسكري ضد النظام السوري.
ويعود رفض البرلمان فيما يبدو إلى "عقدة العراق" حيث أثارت مشاركة بريطانيا الولايات المتحدة في حربها ضد العراق جدلا واسعا في بريطانيا واعتبرها الرأي العام حربا فاشلة ودون مبرر رغم موافقة البرلمان وقتها، وانتهى بإجراء تحقيق مع رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" بعد عشر سنوات من وقوعها.

وبينما جرى التصويت ضد التدخل العسكري في سوريا على غير هوى كاميرون الذي لم يكن يود خذلان الولايات المتحدة في ضربة العسكرية المحتملة، يبدو أنه، رغم شعوره بالفشل، سلم بالنتيجة فيما يبدو أنه شعر أيضا بأن قرار الرفض قد أعفاه من مسئولية كبيرة محتملة في حالة انتهائها بنتائج عكسية، بدليل أنه تجاهل إمكانية إعادة التصويت واعتبر قرار البرلمان نهائيا ومعبرا عن الرأي العام.

وتناولت صحيفة "إندبندانت" تعليقات جاءت على لسان السياسيين المشاركين في جلسة مجلس العموم البريطاني منهم "جيم فيتزباتريك" المتحدث باسم وزارة النقل في حكومة الظل الذي قدم استقالته احتجاجا على اقتراح العمل العسكري قائلا إن "الحقيقة الوحيدة التي نعرفها إننا لا نعلم إلى أي مدى سنذهب إذا مضينا قدما في طريق العمل العسكري".
وشككت الصحيفة في مصداقية تقارير أجهزة الاستخبارات حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، قائلة "بغض النظر عن الشكوك، الأدلة لا تزال غير مقنعة". وأشارت الصحيفة إلى أهمية التصويت قائلة إن خسارة تصويت يتعلق بالسياسة الخارجية أمر نادر، ولم يحدث منذ أكثر من 200 عام.

كما نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" موضوعا تحت عنوان " ذكرى العراق تخيم على مجلس العموم". وقالت إنه عقب انتهاء التصويت أوضح كاميرون الحقيقة التي توصل إليها وهي أن "رغبة الرأي العام البريطاني تأثرت بحرب العراق".
أما صحيفة التايمز فقد علقت قائلة "علاقة بريطانيا الخاصة بأمريكا تنهار". في إشارة إلى رفض البرلمان المشاركة في عمل عسكري. ونقلت الصحيفة تصريحات عن مسئولين في الحكومة البريطانية تعكس غضب كاميرون من زعيم حزب العمال "اد ميليباند" كان أبرزها " لا نصدق أن "ميليباند" فضل التنازل عن مصالح البلاد من أجل تجنب الانزلاق في حفرة".

وحول الموقف الأمريكي نشرت موضوعا بعنوان " خبراء يحذرون أوباما من أن اللجوء لقرار فردي درب من الجنون" وتناولت الصحيفة آراء بعض الخبراء الأمريكيين من بينهم الجنرال المتقاعد "باري ماكفري"، وهو عضو سابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي وقائد لواء المشاة الميكانيكي في حرب الخليج الأولى. ويقول "ماكفري" إن " لجوء الولايات المتحدة للتصرف بمفردها دون دعم من بريطانيا جنون مطلق". وأضاف الجنرال "لا يمكنني تخيل أننا سنتخذ خطوة أحادية. على الأقل نحتاج دعم بريطانيا وفرنسا. لا يمكننا التحرك دون دعم بريطانيا أنا متأكد من ذلك". أما "كين بولاك"، مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق بيل كيلنتون فأكد أن " الدعم البريطاني الكامل أمر ضروري وحيوي لإدارة أوباما".

وتناولت "ديلي تلجراف" اتهامات المحافظين لزعيم حزب العمال بأن معارضته للتدخل العسكري يعد طوق نجاة للرئيس السوري بشار الأسد وجاء عنوان صفحتها الأولى " انقسام حاد حول سوريا". وقالت الصحيفة تحت عنوان " تحركات الجهاديين تحت غطاء الضربة الأمريكية". إن الجماعات المتشددة التي تقاتل في صفوف المعارضة أعلنت أنها ستنفذ سلسلة من الهجمات ضد القوات الحكومية السورية مستغلة الغطاء الذي ستوفره الضربات الأمريكية المحتملة.