آرتي/ ف ب/ فشلت الحكومة العراقية في حماية مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" وسقطت المدينة في قبضة مسلحين تابعين للتنظيم بينما فر آلاف المدنيين من المدينة.
وبدلا من إنقاذ المدينة من المسلحين انسحبت قوات الجيش، ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى دعم الإجراءات الشعبية لحمل السلاح، مستنفرا "همة المواطنين وأبناء العشائر للتطوع من أجل الدفاع عن الوطن"!
وأفادت وسائل إعلام عراقية نقلا عن مصادر أمنية بأن عناصر تنظيم "داعش" استولوا على مقر محافظة نينوى بالمدينة بعد اشتباكات ضارية مع قوات الأمن استخدم فيها مئات من المسلحين، قذائف صاروخية وبنادق قناصة ورشاشات ثقيلة. كما تقدم المسلحون بعد سيطرتهم على أطراف واسعة غرب المدينة نحو مطار عسكري ومركز للشرطة، وتمكنوا من الاستيلاء عليهما، وأسفر هجومهم على مركز الشرطة عن هروب مئات السجناء.
ويبدو أن التنظيم يتحرك وفق الخريطة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في سبتمبر الماضي لتقسيم المنطقة من جديد، وحددت فيها حدود "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في المناطق الوسطى في كل من العراق وسوريا، ذات الأغلبية السنية. ويسارع التنظيم لفتح جبهات جديدة في ذات المساحة المحددة سلفا لفرض شكل الدولة المستهدفة تمهيدا للسيطرة عليها.
فبينما لم تحسم بعد معركة الأنبار حتى اندلعت معركة الموصل، وفي سوريا تدور معارك منذ 40 يوما بين تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" والكتائب الإسلامية في دير الزور بشرق سوريا قتل فيها أكثر من 600 شخص. كما أرغمت المعارك أكثر من 130 ألف شخص من سكان المحافظة على النزوح بحثا عن ملاذ آمن، بينما سيطر التنظيم على قرية ربيعة الحدودية مع العراق.
ويؤكد سير الأحداث في هذا الاتجاه تخاذل الجيش العراقي في الدفاع عن المدينة وهروب قياداته إلى بغداد حيث الحكومة المركزية التي تسيطر عليها قيادات شيعية أبدت ضعفا سابقا في مواجهة الأكراد في الشمال في معركة نفط كركوك، والآن تبدي ضعفا آخر في مواجهة تنظيم سني متطرف على جبهات متعددة. وطبقا لسيناريو التقسيم يراد للشيعة دولة في الجنوب وللسنة دولة في الوسط وللأكراد دولة في الشمال، وبهذا هناك احتمال لأن يكون تخاذل حكومة بغداد ضمن خطة موضوعة سلفا تتنازل بموجبها عن المناطق الأخرى مقابل إطلاق يدها في المركز والجنوب. وطبقا لنفس اليناريو يراد تقسيم ثروات النفط بحيث يحصل الجنوب على نفط البصرة ويحصل الشمال الكردي على نفط كركوك وتبقى المنطقة العربية السنية الوسطى بلا موارد نفطية.
فبينما لم تحسم بعد معركة الأنبار حتى اندلعت معركة الموصل، وفي سوريا تدور معارك منذ 40 يوما بين تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" والكتائب الإسلامية في دير الزور بشرق سوريا قتل فيها أكثر من 600 شخص. كما أرغمت المعارك أكثر من 130 ألف شخص من سكان المحافظة على النزوح بحثا عن ملاذ آمن، بينما سيطر التنظيم على قرية ربيعة الحدودية مع العراق.
ويؤكد سير الأحداث في هذا الاتجاه تخاذل الجيش العراقي في الدفاع عن المدينة وهروب قياداته إلى بغداد حيث الحكومة المركزية التي تسيطر عليها قيادات شيعية أبدت ضعفا سابقا في مواجهة الأكراد في الشمال في معركة نفط كركوك، والآن تبدي ضعفا آخر في مواجهة تنظيم سني متطرف على جبهات متعددة. وطبقا لسيناريو التقسيم يراد للشيعة دولة في الجنوب وللسنة دولة في الوسط وللأكراد دولة في الشمال، وبهذا هناك احتمال لأن يكون تخاذل حكومة بغداد ضمن خطة موضوعة سلفا تتنازل بموجبها عن المناطق الأخرى مقابل إطلاق يدها في المركز والجنوب. وطبقا لنفس اليناريو يراد تقسيم ثروات النفط بحيث يحصل الجنوب على نفط البصرة ويحصل الشمال الكردي على نفط كركوك وتبقى المنطقة العربية السنية الوسطى بلا موارد نفطية.
واتهمت عدة شخصيا سياسية عراقية الحكومة المركزية برئاسة نور المالكي بالفشل في حماية المدينة ومواطنيها. وحذر رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي، من خطر انتشار المجاميع الإرهابية لتحتل محافظات أخرى إن لم يتم التصدي لها. وأهاب النجيفي أيضا بالعراقيين التصدي للإرهابيين، وأشار إلى أن الهجوم على الموصل أدى إلى كارثة، مشيرا الى أن القيادات العسكرية المحلية تركت واجبها وهربت من المعركة، وأن الجنود فعلوا نفس شيء بعد غياب القيادة.
وأعرب النجيفي عن استغرابه من هذا الأمر، مشيرا الى أنه كانت في المحافظة 3 فرق عسكرية وقوة كبيرة للشرطة، ولم يكن من الممكن أن تسقط أمام عدة مئات أو حتى آلاف من الإرهابيين. كما أكد رئيس مجلس النواب أن محافظ نينوى يجمع ما يستطيع من القوات واللجان الشعبية للتصدي للهجوم الإرهابي. ودعا النجيفي الى تعاون وثيق بين مختلف الجهات العراقية لاستعادة السيطرة على الوضع، مشيرا الى ضعف الإدارة وضعف التعاون الذي ساهم في الأزمة الحالية.
واتهم رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، نيجرفان بارزاني، الحكومة العراقية بالفشل الأمني في بيان، الثلاثا، محملا الحكومة مسئولية سقوط الموصل. وقال إن الحكومة المركزية لم تتعاون وذلك ما أدى إلى هذه الكارثة.
كما حمل محافظ أربيل، نوزاد هادي، حكومة المالكي مسئولية سقوط محافظة نينوى تحت سيطرة داعش. وقال إنه واجب حكومة المالكي حماية المواطنين من الهجمات الإرهابية، لكنها فشلت فشلا ذريعا. وأشار إلى أن الجيش العراقي مجهز عددا وعتادا، إلا أن ما "نراه اليوم مأساة حقيقية". واتهم محافظ الموصل أثيل النجيفي قادة الجيش، ومن ضمنهم قائد عمليات نينوى الفريق مهدي الغراوي والفريق أول علي غيدان قائد القوة البرية بالهرب إلى بغداد عبر المروحيات.وكان المحافظ قد حوصر داخل مبنى المحافظة، لكنه تمكن من الهرب.