قام المستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت لجمهورية مصر العربية، بحلف اليمين الدستورية صباح اليوم 4 يوليو 2013.
المحكمة الدستورية العليا المصرية - قسم الرئيس المؤقت
وقال الرئيس الجديد في كلمة له إنه تلقي أمر تكليفه برئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية القادمة من الشعب المصري العظيم السيد والقائد الذي قام بتصحيح ثورته في 30 يونيو.
عدلي منصور - الرئيس المؤقت لجمهورية مصر العربية
وأضاف عدلي منصور عقب حلفه اليمين القانونية أن أعظم ما تم أمس هو جمع الشعب كله دون تفرقة أو تمييز وأنبل ما في هذا الحدث أنه جاء تعبيرا عن ضمير الأمة وتجسيدا لطموحاتها وأمانيها. وفيما يلي نص الكلمة:
تلقيت ببالغ الاعتزاز والتقدير والتوقير والإجلال أمرَ تكليفي بتولى رئاسة الجمهورية خلال الفترة الانتقالية القادمة ممن يملك إصدارَه ، وهَو شعبُ مِصرَ العظيم ، السيدُ والقائُد ومَصْدَرُ جميع السلطات بعد أن قام فى الثلاثين من يونيه بتصحيح مسار ثورته المجيدة التىَ تمت فى الخامس والعشرين من يناير سنة 2011 .
إن أعظم ما تم فى الثلاثين من يونيه أنه جمع الشعبَ كلَّه بغير تفرقة ولا تمييز ، وكان للشباب فضلُ المبادرة والمبادأة، والريادِة والقيادِة ، وأنبل ما فى هذا الحدث العظيم أنه جاء تعبيراً عن ضمير الأمه وتجسيداً لطموحاتها وأمانيها ، ولم يكن دعوة إلى تحقيق مطالب خاصة أو مصالح شخصية.
إن ضمان استمرار روح الثورة يحمل لنا بشائَر الأمل وأطيافَ الرجاء فى التمسك بمبادئ هذه الثورة وقيمها الجديدة وفى مقدمتها أن تنتهي إلى غير رجعية عبادةُ الحاكم التى تخلق منه نصف إله ، وأن تَسْقُط كلُ أنواعِ القدسيةِ والحمايةِ والحصانةِ التى يضفيها الضعفاءُ على الحكام والرؤساء ، وأن نتوقف عن إنتاجنا فى صناعة الطغاة فلا نعودُ نعبدُ من دون الله، جل جلاله، صنماً ولا وثناً ولا رئيساً .
إنني أرجو ألا يرحل الثوار عن الميدان ، يظلُ المصريون هناك يتناقلون الرايةَ جِيلاً بعد جيل يُسَطَّرون لهذه الثورةِ آياتِ الخلود والرفعة، ولا أقصد بالميدان حدود المكان ولا التواجد الجسدي فيه، وإنما أن تتجدد روح الميدان فى نفوس المصريين جميعاً متوثبةً يقظةً تحمي الثورة وتحرَسها فى مُستقبلِ الأيام والسنين .
إننا نتطلع إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بإرادة شعبية حقيقية غير مزيفة ، ذلك هو المدخل الآمنُ الوحيد من أجل غد أكثر إشراقاً ، وأرحبَ حرية ، وأوفى ديمقراطية وأوفرَ عدلاً ، وأكثَر وعياً ، وأطهرَ سلوكاً ، تتحقق فيها رفعةُ الوطن وعزةُ الشعب .
تحية للشعب المصري الثائر الصابر الصامد الذى أثبت للدنيا كلها أنه لا يلين ولا ينحني ولا ينكسر .
تحية للشباب المصري الجسور الرائع الذى كان طليعةَ الشعب ، ودليلاً له فى ارتياد طريق الانتصار حتى بلوغ نهايته .
تحية للقوات المسلحة الباسلة التى كانت دوماً ـ وكعهدها أبداً ـ ضميرَ أمتها ، وحصنَ أمنه وحمايته ، والتى لم تتردد لحظة فى تلبية نداءِ الوطن والاستجابةِ لإرادة الشعب .
تحية للقضاء المصري الشامخ العادل الحر المستقل الشجاع الذى تحمل، بصبر لا ينفد، كل محاولات العدوان على استقلاله ، والنيل من قضاته ، فارتدت سهاُم المعتدين إلى نحورهم ، ووقف إلى جانب شعبه مدافعا عن قضاياه حتى أذن الله بالنصر .
تحية لرجال الشرطة الذين أدركوا بيقين أن مكانهم الحقيقي إلى جوار الجماهير وبين صفوفها حراسة لها وتأميناً لمطالبها ومصالحها تحت رايةِ القانون .
تحية للإعلام المصري الذى كان مِشعلاً أضاء الطريق أمام الشعب وكشف الغطاء عن سوءات النظام السابق .
تحية لكل القوى السياسية ، وجموعِ الشعب على اختلاف أفكارهم ومعتقداتهم رجالاً ونساءً وشيوخاً وشباباً الذين شاركوا فى صنع هذا اليوم المجيد يوم الثلاثين من يونيه والذين سيشاركون معا بإذن الله فى صياغة مستقبل هذا الوطن .
أسأل الله أن يحفظ مصر وشعبها ويقيها شر الفتن والانقسامات . إنه نعم المولى ونعم النصير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.