الخميس، 20 يونيو 2013

ظلال مذبحة الأقصر تهدد بتوقف السياحة في مصر

م ي/ خيمت ظلال "مذبحة سياح الأقصر" عام 1997 على حركة السياحة بالمدينة الأثرية التي يرجع تاريخها إلى 3000 عام وأصبحت قبلة السائحين في مصر طوال القرن الماضي. 
 وانعكس تأثير الذكريات الأليمة التي أثارها تعيين محافظ جديد سلبا على حركة السياحة بالمدينة السياحية الرئيسية في مصر بما قد يهدد القطاع السياحي المصري بأكمله. وينتمي المحافظ إلى الجماعة الإسلامية المتورطة في ارتكاب مذبحة الدير البحرى غرب الأقصر فى نوفمبر 1997 وراح ضحيتها 58 سائحاً من مختلف الجنسيات، كما أنه سبق اعتقاله في أحداث اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981. 
 وكشف وكيل أول وزارة السياحة، أسامة العشرى، المشرف على قطاع القرى السياحية والفنادق، عن تغيير عدد من منظمي الرحلات وجهات الأفواج السياحية المتجهة إلى مصر، تحديدا إلى الأقصر وأسوان، بسبب تعيين محافظ ينتمي إلى الجماعة الإسلامية، مشيرا إلى أن تلك الرحلات كانت قادمة من دول ينتمي إليها ضحايا مذبحة الأقصر الشهيرة، وهي بريطانيا واليابان وفرنسا.
وأضاف أن حجم الحركة السياحية الموجهة إلى مصر سيتأثر بشكل كبير، إذا استمر الوضع الراهن، موضحا أن حجم الإشغالات فى الأقصر يبلغ 15%، وفى الفنادق العائمة يتراوح بين 15 و 20% فقط، وأن تغيير الوجهة سيؤدى إلى انخفاضها أكثر. وشدد على أنه يضع استقالته تحت تصرف هشام زعزوع، وزير السياحة، وأنه مستقيل من منصبه، حال خروج الوزير من الحكومة.

وقال رئيس اتحاد الغرف السياحية، إلهامي الزيات، إن الغرف ستعقد جمعيات عمومية، بعد غد، وستدعو رؤساء جمعيات الاستثمار بشرم الشيخ والبحر الأحمر ومرسى علم، لافتا إلى أن القطاع بالكامل تأثر بشدة بسبب الأزمة الراهنة، وموضحا أنه تلقى استفسارات من عدة أسواق، خاصة التى كان لها ضحايا فى حادث الأقصر عام 97، عن حقيقة الأزمة، ومنوها بأن الأمر تخطى ضعف الإشغالات إلى توقف الرحلات تماما من تلك الأسواق.

وفي الأقصر تظاهر أهالي المدينة أمام مبنى المحافظة، للتعبير عن رفضهم تعيين المحافظ الجديد عادل أسعد الخياط، القيادى بالجماعة الإسلامية، وشاركهم عدد كبير من العاملين بالقطاع السياحى، والسياح بالمدينة، وأعضاء الأحزاب والحركات الثورية والعاملين فى قطاع السياحة، الذين يواصلون اعتصامهم المفتوح أمام مبنى المحافظة لليوم الثاني على التوالي، احتجاجاً على تعيين المحافظ الجديد. ونصب المشاركون فى الاحتجاجات شاشة عرض ومكبرات صوت أمام البوابة الرئيسية لمبنى المحافظة، وعرضوا فيلماً تسجيلياً بعنوان "إخوان كاذبون" ورددوا هتافات ضد المحافظ ورئيس الجمهورية.

وحمل العشرات من المحتجين العصى والشوم والجنازير، بعد تردد أنباء عن نية المحافظ الجديد القدوم إلى مبنى المحافظة برفقة المئات من أنصار التيارات الإسلامية، الذين شكلوا سلاسل بشرية، لتأمينه ولفض اعتصامهم وتسهيل دخوله مبنى المحافظة لمباشرة عمله. وانضم العشرات من سائقي عربات الحنطور بالمحافظة إلى المعتصمين، وقطعوا طريق كورنيش النيل، أمام مبنى المحافظة، بوضع عرباتهم التى تجرها الخيول وسط الطريق، ومنعوا عبور السيارات من الاتجاهين. وأشعل محتجون النار فى إطارات السيارات أمام مبنى المحافظة للتعبير عن رفضهم السماح للمحافظ الجديد بدخول مكتبه، كما قام عدد من المحتجين بربط أحد الخيول أمام البوابة الرئيسية الخاصة بدخول المحافظ التى تم إغلاقها بالسلاسل والجنازير. وأقامت قوات الأمن بالأقصر سياجا أمنياً حول المنطقة، تحسباً لوقوع أى اشتباكات بين الطرفين، ودفعت بأعداد كبيرة من قوات الأمن المركزى، وعدد المدرعات والسيارات المصفحة.