تجددت الاشتباكات في القاهرة بين معارضين للإخوان المسلمين ومتظاهرين من جماعة الإخوان رفعوا شعار "تطهير القضاء" في مشهد جديد من الصراع حول السلطة القضائية والحكومة التي يقودها الإخوان. وبدأت الاشتباكات التي أسفرت عن سقوط عشرات المصابين عندما حاولت جماعات من الموالين للحكومة دخول ميدان التحرير قادمين من أمام دار القضاء العالي القريب من الميدان.
واستخدم المشتبكون الحجارة والزجاجات الحارقة وطلقات الخرطوش كما تم إحراق أحد الأتوبيسات. وحاولت الشرطة الفصل بين الجانبين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بينما قوبل تدخلها بالرشق بالحجارة. وقالت قناة الجزيرة مباشر مصر التي بثت اللقطات إن طاقمها تعرض لاعتداء الإسلاميين بعد بث اللقطات، وأظهرت لقطات فيديو متظاهري " تطهير القضاء" يطاردون الفتيات بالحجارة فى التحرير. كما جرت اشتباكات في شارع رمسيس الذي وصف بأنه تحول إلى "ساحة حرب".
ورفض المتظاهرون في ميدان التحرير المظاهرات التي نظمتها جماعة الإخوان عند دار القضاء العالي وقالوا أن الهدف منها هو أخونة القضاء، وهتفوا ضد جماعة الإخوان وحكم المرشد، مطالبين بتكاتف القوى السياسية ضد أهداف الجماعة، ومحذرين من قدوم أي مسيرات لجماعة الإخوان تنادي بتطهير القضاء، حيث قالوا أنه لا يوجد مكان للجماعة في ميدان الثورة، مشيرين إلي أن الثورة سرقت من الثوار الحقيقيين، وندد المتظاهرون بسياسة الاعتقالات التي تنتهجها الجماعة ووزير داخليتها على طريق الانقضاض على الثورة والثوار.
ويقول القضاة إن الحكومة تريد عزل أكثر من 3000 قاض بإحالتهم إلى التقاعد المبكر بقانون يجري إعداده في مجلس الشورى لإبدال قضاة موالين للجماعة ومحامين أعضاء في الإخوان، بينما يهيمن على المجلس حزب الحرية والعدالة المنتمي للجماعة. وقال المعارض والمرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي "أي ادعاء بالتطهير من جانب السلطة أو الجماعة الحاكمة هو مذبحة جديدة للقضاء. سندعم استقلال القضاء المصرى ضد أي سعي لتغول السلطة التنفيذية."
يذكر أن المظاهرات ضد القضاة نظمتها جماعة الإخوان بمفردها ورفض السلفيون، الحليف التقليدي للإخوان، المشاركة فيها، وقالوا إن المظاهرات تثير عداوة قضاة ساندوا الإسلاميين في قضايا كثيرة، بينما علق نشطاء على صفحات فيسبوك بأن الإخوان لا يصدقون أنهم في الحكم ولا يزالون ينظمون المظاهرات، وأشاروا إلى أن اصطدام أنشطة الحكومة بالقضاء ناتج عن أحكام القانون الذي لا تريد السلطة أن تحترمه، وتعمل على تسييس القضاء والمحاكم لتحكم بما تريده، وأن محاولة إظهار التغييرات التي تخطط لها كأنها مطلب شعبي مصيرها إلى الفشل كغيرها.
وأكد الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم خلال خطبة الجمعة أن القضاء هو ظل العدالة وحماية للفقراء في الأرض فيجب الحفاظ عليه إذا هزم القضاء وانتشر الفساد في الأرض ولو لم يكن القضاء موجودا لبحث الناس عنهم. وأكد شاهين أن الثورة مازالت مستمرة قائلا: نحن مع من يعمل علي تحقيق مطالبها وليس الحصول علي مناصب أو كراسي وكنا نتمني أن توجد محاكمات عاجلة متسائلا: من الذي قصر في تقديم الأدلة وقام بفرم مستندات أمن الدولة وهدم المؤسسة القضائية بداية للفتنة واراقة الدماء والحرب الاهلية؟
كما دعا الشيخ محمد عبد الله نصر خطيب ميدان التحرير شعب مصر للتبرؤ من جماعة الإخوان قائلا: ان من يقف إلي جانبهم يعادي الإسلام. وأضاف خلال خطبة الجمعة إنه إذا تم نصب مشنقة لمبارك فيجب وضع مثلها لمرسي ومحاكمته أمام ثورية لمواجهته التهم نفسها، كما أشار إلي أن الإخوان يريدون استدراج الشعب لمعارك مع القضاء والجيش.
وقال رئيس هيئة الاسعاف محمد سلطان لقناة الجزيرة مباشر مصر التلفزيونية إن عدد المصابين في الاشتباكات بلغ 48 شخصا. وأظهرت لقطات تلفزيونية قيام متظاهرين إسلاميين بضرب ناشط سقط في أيديهم بالعصي والأيدي والأرجل وسحله على مشارف ميدان التحرير. وأكد استقبال الطوارئ بمستشفى الهلال، شارع رمسيس، تلقي 85 حالة إصابة منذ صباح الجمعة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، وأغلبها إصابات خرطوش، نتيجة الاشتباكات في محيط دار القضاء. كما تواردت أنباء عن وفاة أول حالة فى اشتباكات تطهير القضاء إكلينيكيا، وبنهاية اليوم انسحبت القوى الإسلامية المشاركة فى المظاهرة. وفي مدينة الإسكندرية اشتبك مؤيدون ومناوئون لجماعة الإخوان بالحجارة والزجاجات الحارقة وطلقات الخرطوش في محيط مقر الإخوان وسقط عدد من المصابين.