الأربعاء، 6 مارس 2013

تجدد الاشتباكات لثالث يوم فى بورسعيد وإصابة 237

تجددت الاشتباكات لثالث يوم على التوالى بين المتظاهرين وقوات الأمن المصرية في محيط مبنى مديرية أمن بورسعيد، وأسفرت عن وقوع خمسة قتلى و237 مصابا جديدا. ويطالب المحتجون برحيل قوات الشرطة عن المدينة، وقام المتظاهرون بإلقاء القنابل الحارقة والحجارة على قوات الأمن التى قامت بإطلاق قنابل الغاز على المتظاهرين الذين أصيب العديد منهم بالاختناق.
بورسعيد - قنابل الغاز
وحتى الآن لم تهدأ موجة العنف التى شهدتها بورسعيد منذ يناير الماضي بعد قرار محكمة الجنايات إحالة أوراق 21 متهما في قضية مباراة بورسعيد إلى المفتي تمهيدا للحكم بإعدامهم السبت 9 مارس. وتظاهر المحتجون أمام مبنى مديرية الأمن في بورسعيد احتجاجا على مقتل بعضهم ونقل المتهمين من سجن بورسعيد.
وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية إن تواجد عناصر القوات المسلحة في المدينة يعد أحد المهام الاستثنائية لها، وتأتي في إطار دعم عناصر وزارة الداخلية للقيام بمهمتها الرئيسية في حفظ الأمن والاستقرار بالمدينة، عبر صفحته على موقع فيسبوك، وأنه لا صحة لما رددته بعض وكالات الأنباء بشأن تكليف القوات المسلحة بالمهام الأمنية في مدينة بورسعيد.
بورسعيد - حرائق
وفى نفس الوقت نفت رئاسة الجمهورية في بيان الثلاثاء تكليف القوات المسلحة بمهام أمنية فى مدينة بورسعيد، وقالت أن القوات المسلحة نقوم بدعم قوات الشرطة في تأمين الممتلكات العامة والمنشآت الحيوية بالدولة (!)، ولم يفسر البيان كيف يجتمع التأكيد والنفى معا. وكانت جهات إعلامية قد نقلت عن مستشار الرئيس المصري للشؤون القانونية محمد فؤاد جاد الله قوله إن الرئاسة تتجه إلى تحميل القوات المسلحة مسئولية تأمين محافظة بورسعيد.
واشتعلت النيران فى معسكر للأمن المركزي في بورسعيد مساء الثلاثاء فى نهاية يوم غاضب. واتهمت وزارة الداخلية "مجهولين" بإلقاء زجاجات حارقة على المعسكر مما أدى إلى احتراق سيارات الأمن. وهذه هى المرة الرابعة التى يحترق فيها مرفق حكومى فى بورسعيد خلال يومين، بعد اشتعال النيران في مديرية الأمن وديوان عام المحافظة ومقر الأمن الوطني.

وأعلن المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة د. يحيى موسى أن إصابات اليوم بلغت 237 مصابا، منهم 227 فى بورسعيد و 10 مصابين اشتباكات القاهرة، دون وفيات حتى الآن. وقال الدكتور حلمي العفني وكيل وزارة الصحة بالمحافظة إن غالبية الإصابات في المدينة نتيجة الاختناق بالغاز، وأن بعض الإصابات نتجت عن طلقات الرصاص الحي والخرطوش. وقالت مصادر طبية إن مستشفيات بالمدينة امتلأت بالجرحى، مما تطلب نقل الحالات الخطيرة إلى المحافظات القريبة.

وحاولت السلطات احتواء الاحتجاجات بنقل المتهمين من القاهرة إلى مدينة الإسماعيلية المجاورة لبورسعيد، لكن هذا الإجراء لم يفلح في تهدئة المحتجين. وقال نقيب المحامين في بورسعيد صفوت عبد الحميد "إن قرار نقل المتهمين للإسماعيلية يكشف ارتباك وزارة الداخلية، فإذا كان قرار نقلهم للقاهرة جاء تطبيقا للقانون فلماذا تم التراجع عنه ونقلهم إلى محافظة الإسماعيلية". وقال إن هذا القرار لن يفلح فى تخفيف حالة الغضب لأن المسألة تجاوزت المتهمين الآن، وفى المدينة قتلى وجرحى يتساقطون، أنا الآن بالقرب من مديرية الأمن وأستطيع أن أرى مدرعات وزارة الداخلية تهاجم المتظاهرين". وأضاف إن الأوضاع لن تهدأ إلا بإقالة وزير الداخلية وإخلاء مديرية الأمن وتسليم المدينة للقوات المسلحة.