أخيرا اعترف الرئيس المصرى محمد مرسى بأنه ارتكب أخطاء فى حق الشعب، وقد برر تلك الأخطاء بأن "ابن آدم خطاء وكلنا خطاؤون"، ولكنه أضاف "أرجو من المواطنين أن يسامحونى على أخطائى". جاء ذلك فى حديث تليفزيونى مسجل أذيع فى وقت متأخر بعد منتصف ليلة أمس على إحدى القنوات الفضائية الخاصة مع الإعلامى "عمرو الليثى"، بعد أن تأخر 6 ساعات عن موعده المعلن. ولم تذكر الرئاسة ولا القناة أسباب تأخر إذاعة الحديث المسجل، لكن يمكن استنتاج السبب بسهولة عند مشاهدة الحديث، فمن الواضح أن التسجيل قد تعرض لعملية مونتاج كثيفة حذفت من الحديث مقاطع عديدة حيث جاء الإجابات فى الغالب مبتورة، كما جاءت الأسئلة والأجوبة متتابعة بطريقة بعيدة عن التلقائية
وأكد الرئيس المصرى خلال حديثه ردا على سؤال "هل فكرت فى أن تستقيل وتترك منصبك خلال الفترة السابقة من رئاستك؟" أنه لن يترك الرئاسة إلا بعد مرور 4 سنوات على توليه. ورفض كثير من معارضى الرئيس اليوم ما جاء فى حديثه من دعوة المواطنين إلى مواجهة المعارضين بدلا من قوات الأمن التى "عادة تتأخر فى الوصول إلى مكان الأحداث"، ورأت القوى المعارضة أن فى هذه الدعوة تحريض على الاقتتال فى الشوارع وسلب لدور قوى الأمنية والقانون وتوجيه خاطئ للمجتمع يدعو إلى الفتنة والحرب الأهلية، وأن مثل هذا الكلام لا يجب أن يصدر من رئيس الجمهورية فضلا عن عدم قبوله من أى فرد.
كما يقول معارضون أن هذا الموقف يشبه موقف المشير طنطاوى فى مذبحة بورسعيد العام الماضى، وقت حكم المجلس العسكرى، عندما قال "الشعب ساكت ليه .. لازم يتدخل" وأثار هذا التعليق فى عز الأزمة استنكارا كبيرا بين المواطنين على اختلاف توجهاتهم. وبهذا الحديث يكون الرئيس قد أضاف خطأ جديدا إلى أخطائه التى طلب من الشعب أن يسامحه عليها!