الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

البرادعى: سنفوز بأغلبية برلمانية ونعيد كتابة الدستور

اليوم السابع/ قال الدكتور محمد البرادعى، المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، وحائز جائزة نوبل للسلام ، إن تمرير الدستور الجديد يعد يوما حزينا لمصر، لأنه يضفى الطابع المؤسسى على عدم الاستقرار، ويرسخ لاستقطاب واسع. وأضاف البرادعى، فى حديثه للإذاعة العامة الأمريكية، أن هذا الدستور يقوض القيم الإنسانية الأساسية التى نحيا بها مثل حرية الدين وحرية التعبير واستقلال القضاء، لذا "فإننى لست متأكدا من أننا نسير نحو الأمام". ومع ذلك قال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه يدعو إلى التعامل مع هذا الدستور باعتباره مؤقتا، وسيستمر يعمل لتشكيل جمعية تأسيسية جديدة لوضع دستور توافقى بين جميع فئات المجتمع المصرى، بعيدا عن الاستقطاب بين الإسلاميين والليبراليين.
وأشار إلى أن هناك حالة من الانقسام بين الطبقة الوسطى المتعلمة من جهة والإسلاميين والغالبية غير المتعلمة، التى تم إقناعها بقبول الدستور للاستقرار، فى جهة أخرى، وهذه ليست الطريقة المتوقعة بين الثوار، مضيفا "أننا فى حاجة إلى دستور يوحد الشعب، لا يبدأ بالحديث عن القضايا الجدلية مثل دور الشريعة وكيفية تقييد حرية التعبير والدين والعبادة، لكن الحديث أولا عن العلم والتكنولوجيا والتعليم والرعاية الصحية". ولفت إلى أن هذه القضايا هى التى تهم الناس بالفعل، خاصة أننا نمر بوقت عصيب جدا. فالاقتصاد المصرى ذاهب نحو الانهيار، وقد خفضت مؤسسة ستاندرز أند بورز التصنيف الائتمانى لمصر لذا فإننا فى حاجة للبحث عن وسيلة للمضى قدما.
وأكد البرادعى، الحائز على جائزة نوبل فى السلام عام 2005، وجود الكثير من الانتهاكات والمخالفات التى شابت عملية التصويت على الدستور، مشيرا إلى أنه تم منع الناس من الوصول إلى مراكز الاقتراع، وكانت هناك عمليات تصويت جماعى.
وأضاف أن الاستفتاء لا يمكنه تطهير هذا الدستور، لأنه يفتقد للشرعية فى جوهرة، فإنه يتحدى القيم الإنسانية الأساسية التى جاءت فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، والعديد من الاتفاقات الأخرى التى تحمى ضمانات الحرية وكرامة الإنسان، موضحا أن واحدة من أخطر النصوص التى يتضمنها الدستور تفتح الباب أمام العديد من مدارس المعتقدات الدينية المثيرة للجدل، للتدخل فى عملية التشريع وتقويض سلطة القضاء، وهذه واحدة من أكثر القضايا التى تثير خوف الناس إزاء انتقال البلاد إلى دولة دينية أو الانتقال من نظام استبدادى رئاسى تحت حكم مبارك إلى آخر استبدادى يغلف نفسه بالدين.
واعتبر البرادعى دعوة الرئيس محمد مرسى، للاتفاق على المواد أو القضايا التى تحتاج إلى تعديل، بأنها مؤشر على مدى هزلية العملية برمتها، فالدستور الذى جرى اعتماده اليوم، رغم رفض الكثيرين، يدعو الرئيس المعارضة لتحديد مناطق الاتفاق لكيفية تعديله، مشير إلى أن المعارضة تكتسب شعبية أكثر من السابق، وأنها بإمكانها الحصول على أغلبية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، ومن ثم فستكون قادرة على تصحيح مسار الثورة وإنشاء مصر التى تركز على كرامة الإنسان وضمان حريته.
وأنهى ملهم الثورة المصرية ضد مبارك، حديثه للإذاعة الأمريكية قائلا: "نحن بحاجة إلى دعم كل شخص حول العالم، لدينا دستور غير ديمقراطى على الإطلاق، ويجب على الجميع وضع أمواله، حيث مبادئه وأقواله، وعلى كل شخص أن يفهم أنه لا استقرار دون ديمقراطية أو فى ظل وجود ديمقراطية زائفة".
وختم مشيرا إلى أنه لا ينبغى تكرار الخطأ الذى ارتكبه الكثيرون خلال نظام مبارك، حيث التضحية بالديمقراطية على مذبح المصالح الجيوسياسية القصيرة الأجل.
وفى مقابلة أخرى مع قناة فرانس 24 أكد البرادعى ثقته فى قدرة جماعات المعارضة على الفوز بأغلبية برلمانية فى الانتخابات المقررة فى 2013، ومن ثم إعادة كتابة دستور يليق بمصر الثورة، مشيرا إلى أن الناس بدأت تدرك أن التقدم والخلاص ليس فقط بالشعارات الدينية من نظام استبدادى آخر.