الاثنين، 3 ديسمبر 2012

تايم: بعد عامين من الثورة شباب تونس يثور لنفس الأسباب

قالت مجلة تايم الأمريكية فى تقرير لها على موقعها الإلكترونى أنه بعد مرور عامين على الثورة التونسية ، أو ثورة الياسمين ، التي كانت الشرارة الأولى لثورات الربيع العربي، لا تزال التظاهرات الشبابية تملأ شوارع المدن التونسية فى مواجهات مع البوليس لنفس الأسباب التى أدت إلى ثورتهم على الدكتاتور السابق بن على وبصفة أساسية مشكلة البطالة.
ولثلاثة ايام خلال الأسبوع الماضى جابت جموع الشباب شوارع مدينة سيلينا جنوب غرب العاصمة فى مشاهد مشابهة لتلك التى شهدتها بلدة سيدى بوزيد عندما بدأت الثورة ، وأصيب حوالى 300 شخصا فى مواجهات مع البوليس استخدم فيها الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش بينما رماهم الشبان بالحجارة ، كما اندلعت مظاهرات مماثلة فى تونس العاصمة ، ويشكو معظم الثوار من البطالة ولفترة تصل إلى 5 سنوات دون أمل فى تحسن أوضاعهم
وتابعت المجلة ، على الرغم من محاولات الحكومة استعادة النظام والأمن فإن جهودها تبدو مؤقتة بسبب عدم علاج أسباب الازمة ، ودعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي الحكومة التونسية إلى الاستقالة محذرا من أنه "إذا استمرت المواجهات دون استجابة كافية من الحكومة فسنصل إلى طريق مسدود". لكن الشباب التونسى ، تقول المجلة ، لديه سبب قوى للشعور بأن الأمور قد وصلت بالفعل إلى طريق مسدود ، فهم يرون أن أحوالهم كما كانت قبل الثورة ، وقد ارتفعت معدلات البطالة فى تونس منذ اندلاع ثورة الياسمين بأكثر من 7% وفقا للبيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي ، وهو أعلى معدل لزيادة البطالة فى المنطقة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي". ويقول صندوق النقد إن نسبة البطالة تبلغ فى بعض مناطق تونس 30% بينما يبلغ المتوسط العام 17.6% ، وبينما تعد الحكومة بإيجاد وظائف لملايين السباب فإنها تواجه صعوبات جمة
فتونس ،التى تبعد فقط ساعتين عن باريس ، تعتمد بشكل كبير على السياحة من أوربا التى يضربها الكساد ، فضلا توجيه الشركات متعددة الجنسية لاستثماراتها إلى خارج تونس ، وبالمقارنة مع جارتها ليبيا ، تفتقر تونس إلى الموارد الطبيعية كالنفط الذى يمكن أن يعوض تكاليف الانهيار الذى أصاب البلاد بعد الثورة ، 
ويحذر نائب مدير صندوق النقد الدولى دافيد ليبتون الذى تقابل مع المرزوقى ومسئولين آخرين فى تونس الشهر الماضى إنه "رغم وجود حكومات ديمقراطية جديدة فإن الصراعات السياسية وتقلص الأعمال يمكن أن يؤدى إلى لكساد اقتصادى أو فى أحسن الأحوال لبطء فى النمو ، ويقول مسئول الصندوق فى مقال له "على التونسيين أن يتذكروا أن أجندة التغيير لم تكن فقط سياسية ، فالذين أطاحوا بالدكتاتورية كانوا يتطلعون أيضا إلى مستوى معيشى أفضل